06-11-2014

تبَّاً لمن اعتدى على أبناء الأحساء!

لم أتمالك نفسي من الغضب والاستشاطة وأنا أسمع خبر الجريمة التي وقعت في الأحساء، لقد انكسرت بحدة أمام فجائية الحدث، لكونه طال واحدة من مدننا التي لها تاريخ حافل بالعطاء، والحضور الراسخ في مخيلتنا، والتي لها وقع خاص في قلوبنا، ولا أغالي أن قلت إنها الأقرب إلى الروح والقلب، ولا تغيب عن البال ، أشعر حينما أتجول في ربوعها وبساتينها الخصبة المثمرة وعيونها الزلال إنني في عالم آخر، فالحساويون يتصرفون مع ضيوفهم بعفوية مطلقة، ومن دون تكلف، ويغلب عليهم طابع السخاء والكرم والهدوء والبساطة، ويتميزون بالصدق ودماثة الأخلاق، يجمعهم الود والوئام، منسجمين متكاتفين متحابين، الأحساء حديقتنا، وبستاننا الطبيعيين ونافذتنا التاريخية المطلة على الخليج، وهي عندنا أجمل من القمر نفسه، أن الاعتداء عليها من قبل فيروسات الشحن والعنف والتحريض، والأطراف الحاقدة والحاسدة والفاسدة، هو اعتداء شنيع يعبر عن الوحشية المطلقة، والعقلية العبثية، التي لجأ لها شياطين الفوضى والاستهتار في تعاملهم المزاجي مع الناس والأرواح والوطن، والذي ينم عن إفلاسهم الأخلاقي، وغبائهم الكبير، الذي لا يفرق بين كبير وصغير، ولا يعي الفرق بين الاحترام والإجرام، لقد بلغت أعمالهم الإجرامية حداً لا يطاق، تجاوزوا فيه كل الخطوط الحمراء، إن أعمالهم الغاشمة هذه لن تزيدنا إلا تمسكاً وصلابة، وموقفاً قوياً رافضاً للفوضى والجور والظلم، إننا بالطبع لا نحترم هؤلاء الذين يستنبطون الفسوق والكفر والعصيان، والذين تخصصوا في خداع الناس وتضليلهم، الذين يستغلون الدين وقوداً لإشعال فتيل الصراعات داخل الوطن وخارجه، وتأجيج نيران الفتن، الذين يستخدمون الدين جسراً تكتيكياً ليعبروا من خلاله نحو تحقيق مكاسبهم الشخصية والحزبية والفئوية وتوسيع نفوذهم والاستحواذ على كل شيء، لقد تبرقع هؤلاء ببرقع الإيمان المزيف وهم أبعد ما يكونون عن الدين وعن طاعة الله عز وجل واتباع تعاليمه، أن تدينهم تجاري بحت، ومظاهرهم استغلالية بحتة، تمظهروا بكل أنماط الخشوع والتدين، ولبسوا المهابة المصطنعة، وتحصنوا خلف جدران الرياء والنفاق، وتلحفوا بأردية البهت، واستغلوا التدين استغلالاً بشعاً في الترويج لبضاعتهم الفاسدة والمغشوشة، إن الإسلام الطاهر الحنيف رغم أنوفهم دين رحمة ومحبة وسلام وتعايش سلمي، ودين عدل وتوازن واعتدال، إننا على يقين تام أن هؤلاء المتاجرين بالدين تحت غطاءات متنوعة لن يفلوا أبدا، وسيذوقون مرارة أفعالهم، لأن مآربهم دنيئة، وهيهات أن نحترم هؤلاء الذين استخدموا الدين في التأثير على مشاعر الناس، وتضليلهم وبث الفرقة والتناحر بين أفراد مجتمعنا الواحد، وإيقاظ الفتنة النائمة، فالإسلام العظيم أنقى وأطهر وأصفى وأبهى من تفاهات هؤلاء العبثيين وممارساتهم الغبية الرخيصة المفضوحة، حفظ الله بلادنا من كل شر وبلية، وقطع دابر القوم الفاسدين أينما حلوا وارتحلوا.

ramadanalanezi@hotmail.com

@ramadanjready

مقالات أخرى للكاتب