الحوادث القاتلة سببها عدم الالتزام بالأنظمة

عبد المطلوب مبارك البدراني

يقول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (ما أكثر العبر وما اقل الاعتبار)، ونحن تمر علينا عبر كثيرة، لكننا كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم. ومن هذه العبر التي تمر بنا حوادث الحركة التي تزهق الأنفس البريئة، نعم كل ما يصيب الإنسان بقضاء الله وقدره ولكن جعل الله لنا عقولا وميزنا بها عن بقية مخلوقات الأرض لنميز الخبيث من الطيب، ونعرف ما قد يؤدي بنا للمهالك ونتجنبه.

قد نتهم بالغباء من يرتكب الخطأ لكن ننسى أنفسنا عندما نقع في أخطاء كبيرة نتائجها هلاك الأنفس، من أكثر ما يسبب هذه الحوادث السرعة الزائدة التي نتحايل على الأنظمة من اجل أن نطلق العنان لمركباتنا أن تسرع، ومن التحايل تغطية لوحات السيارات حتى لا تلتقطها كاميرا ساهر وتسجل مخالفة علينا .. تساهل جدا منا لقتل أنفسنا بهذه الأدوات القاتلة إن لم يحسن استخدامها، عائلات ذهبت ضحية السرعة الزائدة وأنفس بريئة، حوادث يندى لها الجبين وتذرف بسببها العين أشلاء ممزقة خسائر بشرية ومادية لا تعد ولا تحصى، في بلدنا نشترك جميعا في هذه المآسي: الطرق مرقعة وقديمة ومتهرئة وانحناءات تحصد الأنفس ولا نحرك ساكنا، المركبات قديمة وتحتاج إلى صيانة ونتركها على حالها وكذلك التساهل منا في تطبيق الأنظمة المرورية والتحايل عليها والنوم في الطريق، ونرى الحوادث نتيجة السرعة الزائدة ونقف عندها نتألم ونصور وما هي إلا دقائق ثم نستمر نحن في السرعة لم نعتبر مما شاهدناه .

قرأت تقرير في صحيفة سبق الإلكترونية، سجّلت المملكة العام الماضي سبعة آلاف حالة وفاة من حوادث السيارات يقابلها ما يزيد على 20 ألف إعاقة تمثل نسبة إشغال 25 % من أسرّة مستشفيات وزارة الصحة، وهذا ما أعلن عنه وزير الصحة السابق الدكتور عبد الله الربيعة، خلال محاضرة له حول إنجازات المملكة والتحديات التي تواجه القطاع الصحي. كما أشارت أحدث الدراسات التي قامت بها جامعة الملك عبد العزيز، قام بها كلٌّ من الدكاترة: عصام حسن كوثر، وخالد منصور الشعيبي، وياسر الخطيب، إلى أن الخسائر الاقتصادية لوفيات الحوادث المرورية 79.92 مليار ريال سعودي، وتكاليف علاج الإصابات البسيطة 170.73 مليون ريال، أما تكاليف علاج الإصابات فبلغت 135 مليون ريال، بينما بلغت تكاليف الإضرار بالممتلكات (السيارات) 6.94 مليار ريال.

انها إحصائيات مخيفة جداً. يجب تطبيق الأنظمة المرورية وتفعيلها وإصلاح الطرق ونشر الوعي بين افراد الأسرة وفي المدارس والمجتمع، وعلى الإعلام دور كبير في تثقيف المجتمع وتعريفه بمخاطر السرعة الزائدة وأسباب الحوادث القاتلة .. نسأل الله السلامة للجميع والله من وراء القصد.

- وادي الفرع