06-11-2014

مشايخ # الهلال_سيدني

تابع الرياضيون باهتمام غير معتاد مباريات نادي الهلال السعودي في بطولة آسيا للأندية وصاحب هذه المتابعة نقد رياضي لم يخلُ من التعصب..

..الرياضي المعهود والذي في بعضه تعصب عرقي كإفصاح بعض الأندية الخليجية والعربية عن ميولها التشجيعي لنادي الهلال بحسب ما تناقلته وسائل التواصل الإجتماعي وتأجيج القنوات الرياضية لمشاعر الجمهور الرياضي وليس معنى هذا أن الجماهير كلها مع ممثل الوطن والخليج والعرب فهناك أنفس بشرية لا تقوى على إخفاء ميولها بل وتعتبر خسارة ممثل الوطن والخليج والعرب بمثابة مكسب لفريقها فالتنافس التقليدي بينها وبين ممثل الوطن في هذه البطولة يتربع على أي مشاعر وطنية ويتصدر أي شعار عروبي وهذه المشاعر وليست الميول شاهدناها منذ عرفنا الرياضة فنستمتع بالكرة البرازيلية ويعجبنا الدوري الأوروبي بل نطرب لمباريات (الديربي) ولكن هذا الاستمتاع يتوقف والإعجاب يتعطل وكأنه لم يكن شيئا مذكوراً عندما يكون الطرف الآخر وطنياً أو عربياً والأمثلة على هذا كثيرة ترك الجمهور العربي فيها متعة اللعبة وانحاز لمشاعره الوطنية والعروبية ولو كانت الخسارة فلكية.

اليوم ظهرت ميول جديدة لم تكن على خارطة الميول الرياضية وهي الميول الدينية أو بالأصح المشاعر الدينية والغيرة باسم الدين.

من يستعرض فتاوى المشايخ قبل عقود عن الرياضة يجد كلاماً صادماً لعشاق هذه الألعاب من اعتبارها لهو مكروه ومحرم إن ألهى عن العبادات وسفه من وضع ماله في عقود الاحتراف وإعتبار مكافئات الفوز من ضروب القمار وغيرها من الفتاوى التي لا أخالها تخفى على أحد.

وبين زمن فات وآخر آت نجد أن أبرز ما شد المتعصبين الرياضيين هذه الأيام ما تناقلته وسائل التواصل الإجتماعي من تغريدات بعض المشايخ عن حرمة تشجيع نادي رياضي غير مسلم لهزيمة نادي رياضي مسلم بل وإعتبار بعض المشايخ الرياضة وسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام مأجور فيها المدافع والمحاور والمهاجم وربما رأى بعض المشايخ أن تكبير الجمهور أيام عشر ذي الحجة إحياء لسنة التكبير.

والسؤال الذي لم أجد له إجابة حتى كتابة هذه السطور هل هذه الفتاوى الجديدة نابعة من سعة أفق هذا الشيخ أم أنها ميول رياضي يخفيه خلف هذه الفتوى.

ولأن المسائل الفقهية لا تخلو من اختلاف للفقهاء في حكمها فلا أظن أن مشايخ الفريق المنافس سيحبسون ألسنتهم بل سيدفعون الفتوى بالحجة والبرهان والدليل.

وبالتالي ستكون هذه المسألة الفقهية من المسائل المثارة في المجامع الفقهية باعتبارها من نوازل هذا الزمن.

وقد يكون موضوعاً شيقاً لطلبة الدراسات العليا الشرعية فقد كان موضوع بحثي في مادة القضايا الفقهية المعاصرة في مرحلة الدكتوراه عام 1423هـ عن غسل الأموال وتنوعت مواضيع زملائي بذات المرحلة بين أطفال الأنابيب وفصل التوائم الملتصقة وزواج المسيار والإيجار المنتهي بالتمليك والتجنس بجنسية بلد غير مسلم والودائع البنكية وعمليات التجميل وغيرها من المواضيع الحديثة.

وآخر المقال: لم أكن أحب أن يزج بالدين في هذه المواضيع التي إن كثر فيها الهرج والمرج وزاد عليها اللغط سيجرفنا التعصب فيها إلى التفسيق والتكفير في أمر هو في أصله من المباحات.

Dr_almarshad@hotmail.com

عضو هيئة التحقيق والادعاء العام

مقالات أخرى للكاتب