حرمة النفس المسلمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

إن ما تعرض له أهالي بلدة الدالوة في الأحساء من قبل البغاة والإرهابيين يعد ضرباً من ضروب الفساد في الأرض، والله عز وجل شدد على عدم الاعتداء على المسلم الآمن بغير حق أو ذنب أو خطأ حيث لا تجوز المراهنة على النفس الآمنة أو الاعتداء عليها ولا قتلها بغير ذنب اقترفته، وبين عظم حرمة النفس المسلمة وقتلها والاعتداء عليها بغير حق، وجعل الله عز وجل فاعل ذلك كأنما اعتدى على الناس أجمعين، فكيف لا يعقل مثل هؤلاء خطر هذه الاعتداءات الآثمة الذي توعد الله عليه بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة، ثم تجير مثل هذه الأفعال الآثمة باسم الإسلام وممن يدعي الإسلام أياً كان توجهه، أن الإسلام يحارب هذه الأفعال والصور الإرهابية ولا يسمح بها ويدينها ويتوعد عليها ويعاقب مرتكبيها كما ورد في الكتاب والسنة المطهرة. ماحدث يعتبر إجراماً سافراً يحاول من خلاله أعـداء الدين والوطن زعزعة الأمن والأمان في هذه البلاد الطاهرة الآمنة وأن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تزيد مجتمعنا المتماسك إلا قوة والتفافا حول قيادته الرشيدة في وجه الإرهاب والإرهابيين ومحاولاتهم الـيائسة المدحورة التي لن تستطيع النيل مــن وحدة وعزة وطننا الحبيب. إن القتل من أكبر الكبائر وهو ما وقع فيه هؤلاء المتطرفون الإرهابيون والله تبارك وتعالى يقول: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} سورة المائدة(32) من يجرأ بعد أن يسمع هذه الآية أن يتساهل في دماء المسلمين، ويتساهل في دماء المؤمنين إلا إنسانٌ ضَعُفَ إيمانه فلذلك ما عاد يعبأ بآياتٍ ولا بأحاديثَ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. إن بلادنا ولله الحمد والمنة أعزها الله بنعمة الاستقرار والأمن والأمان بدعوة إبراهيم عليه السلام، اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات، وإن كان لديهم في ذلك مخططات فإنهم سوف لن يحققوها بإذن الله ما دام لدينا رجال أمن بواسل ويقظون مجندون لخدمة دينهم ووطنهم.

د. عبد الله بن علي بصفر - الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم