حذّروا من التقاعس والتملّص من التبعات .. عدد من رؤساء جمعيات التحفيظ لـ«الجزيرة»:

مواجهة الفكر المتطرّف ومنظِّريه مسؤولية جميع المؤسسات الدعوية والثقافية والإعلامية

الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:

أكد عدد من رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على دور المؤسسات الشرعية في ترسيخ الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف في المجتمع، وطالبوا جميع المؤسسات الدعوية والثقافية والإعلامية القيام بدورها المنوط بها ومواجهة منظِّري الفكر المتطرف، والعناصر المنتمية للتنظيمات الإرهابية، التي انساقت دون وعي صحيح وراء الأفكار والشبهات والفتاوى المغشوشة.

صد المنافذ

بداية يرى رئيس الجمعية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور علي بن سليمان العبيد: أنّ الأفكار الغالية والمتطرفة لا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات ولا زمن من الأزمنة، ودين الله تعالى هو بين الغالي فيه والجافي عنه، وهو دين الوسطية والاعتدال لأنه الدين الحق الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية، وماذا بعد الحق إلا الضلال، والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم قامت على أساس متين وقويم، ألا وهو تخريج أجيال حافظة لكتاب الله تعالى ملتزمة بكتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، على منهج السلف الصالح، وهو المنهج الذي سارت وقامت عليه حكومتنا المباركة منذ تأسيسها وحتى اليوم، ونسأل الله تعالى كما حفظها فيما مضى، أن يعصمها في مستقبلها الواعد المشرق بإذن الله تعالى.

وقيام الجمعيات بأداء هذا الواجب والحرص عليه هو صمام أمان للأمة ونشر الوعي والفهم الصحيح، لأنّ القرآن الكريم نور يضيء الطريق ويشرح الصدور، فلا ينتج عنه إلا فكر مستنير، وحرص على الخير لجميع الأمة، والإكثار من حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومتابعة الإشراف عليها واختيار المدرس الكفء الواعي، كلها عوامل تصد منافذ الأفكار المنحرفة والجافية على حد سواء، وحسب ظني أن هذه الأفكار الغالية كانت نتيجة للبعد عن العلم الشرعي الصحيح وارتجال في الفهم يغذيه عاطفة غير منضبطة بفهم العلماء الربانيين، وقد رأينا وسمعنا أن أكثرهم غرر بهم نتيجة لجهلهم وعزوفهم عن مجالس العلماء.

المنابر والإعلام

ويؤكد رئيس الجمعية بمنطقة الرياض الشيخ سعد بن محمد الفريان، أنّ ترسيخ مفهوم الاعتداء والوسطية ونبذ ما يخالفها يتم من خلال المنابر ووسائل الإعلام، والمحاضن التربوية النابعة من نصوص الوحيين وكلام سيرة سلف هذه الأمة المعتبرين.

عمل إجرامي

ويرى رئيس الجمعية بالمنطقة الشرقية الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل رقيب، أنّ المؤسسات الشرعية مطالبة في العمل في هذا الشأن ودون تردد من خلال بيان الحكم الشرعي لمرتكبي الجرائم الإرهابية، وأنه عمل إجرامي ضد الإسلام والمسلمين، كما أشارت إلى ذلك بيانات هيئة كبار العلماء في المملكة، وبيان الحكم الشرعي لمن يؤوي إرهابياً أو يتستر عليه، وتربية طلب العلم على احترام العلماء وربطهم بالثقاة ممن يتصفون بالعلم والتقوى، ومناقشة الأفكار التي يطرحها منظِّرو الفكر المتطرف على المجتمع، وأنه لا أساس لها من الشرع المطهر، وما عليه علماء الأمة الثقاة من الاعتدال والوسطية والتسامح والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوضيح الفوارق بين التدين والتطرف، والتأكيد على أن التدين سمة الأنبياء والصالحين، وإقامة المعارض التي توضح بشاعة جرائم الإرهاب وما آلت إليه تصرفات الإرهابيين، مشيراً إلى أن قيام المؤسسات الشرعية بتلك الجهود سيمكن مع الجهود الأخرى من مواجهة الفكر المتطرف مواجهة فاعلة، خاصة إن الفكر المتطرف يستخدم عادة الأدلة الدينية ويؤول تفسيرها لخدمة أهدافه، وحينما يضطلع الجانب الديني بدوره في كل المؤسسات الدينية، سيبرز تراجع ملحوظ من قبل بعض منظِّري الفكر المتطرف ومن بعض العناصر المنتمية للتنظيمات المتطرفة، والداعية إليه التي انساقت دون وعي صحيح وراء الأفكار والشبهات والفتاوى المغشوشة، وفي نفس الوقت بروز تيار اجتماع مقاوم لفكر وأنشطة الفئة الضالة المتطرفة، وهذا ما يتعين على المؤسسات الشرعية.