08-11-2014

بنطلون مختار!

أثارت هيئة لاعب نادي الاتحاد والمنتخب السعودي مختار فلاتة بارتدائه بنطلوناً ممزقاً متماهياً مع التقليعات الغربية الرأي العام، وتداول مغردون التعليقات على الحدث بين معارض بشدة ومؤيد بتحفظات ومؤيد بشدة باعتبار أن ما أقدم عليه اللاعب حرية شخصية ولا علاقة لأحد من الناس به، وكان الحديث ممتداً طيلة الأسبوع حول تقليعة مختار بل إن الأمر شبه الطارئ قد أثار البرامج الرياضية في القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية فوجدت فيه مادة دسمة فأشبعتها نقاشاً وجدلاً.

اللاعب كان يرتدي بنطلون جنز ممزقاً عند الركبة وحول الأفخاذ لحظة وصوله لمقر معسكر المنتخب وهو ما عده البعض زياً غريباً مستهجناً لا يمت لبيئتنا بصلة، وأن مثل هذا الزي يمكن لبسه في الرحلات والاستراحات الخاصة ولا يليق بلاعب منتخب وطني أن يظهر بهذا الشكل غير المألوف عند اختياره لأداء مهمة وطنية، في حين رأى البعض أنه حرية شخصية وأن الإعلام قد حول موضوعاً هامشياً إلى قضية رأي عام. طبعاً أندس بين هذه الآراء كالعادة متعصبون لا يقيمون وزناً للاعتبارات والمعايير وإنما فقط لنادي اللاعب، فإن كان من فريقهم دافعوا عنه وهاجموا من يعارضهم وإن كان من فريق آخر طالبوا بمعاقبته وإبعاده من المنتخب.

إدارة المنتخب قررت معاقبة اللاعب لأنه تجاوز الحدود وظهر بمظهر لا يليق، في حين رأت إدارة نادي الاتحاد أن العقوبة جاءت في إطار التشهير باللاعب وهذا أمر غير مستساغ وكان الأولى بإدارة المنتخب أن لا تعلن العقوبة حفاظاً على مشاعر اللاعب.

رأي إدارة الاتحاد جاء في بيان طويل عريض لم يحالفه التوفيق من وجهة نظري كون المنتخب السعودي مقبلاً على المشاركة في دورة الخليج لكرة القدم ما يعني أن يركز الجميع في البطولة ويتركوا كل الأمور الهامشية لما بعد البطولة، وأن يكون النقاش بعيداً عن الإعلام الذي يبحث عن هفوة ليخلق منها قضية عظيمة.

أستغرب أن لا يكون لدى إدارة منتخب يمثل الوطن لائحة عقوبات واضحة للتعامل مع اللاعبين. دائماً نشاهد لاعبين بقصات غريبة وملابس أغرب قبل أن نكحل عيوننا ببنطلون مختار ورغم ذلك لم يتخذ بحقهم أي إجراءات. نسمع بغيابات وتأخرات عن الحضور لمقرات المعسكرات وتتكرر تلك الحالات ما يعني أن إدارة المنتخبات لم تصدر بشأنها أية عقوبات حتى ولو كانت سرية.. طبعاً أميل دائماً للتوجيه والإنذارات الشفوية قبل تطبيق العقوبة والتي أرى أن تكون سرية للغاية حفاظاً على مشاعر اللاعب وللمحافظة على أجواء الهدوء؛ وفي حال تكرار اللاعب هذا أو غيره لتجاوزاته فلا مناص من إبعاده عن المنتخب الوطني بشكل نهائي، فالأهم أن تكون مجموعة المنتخب في أدائها داخل الملعب وفي سلوكياتها في صورة تشرف الوطن.

قد يرى البعض أن لبس بنطلون ممزق أمر عادي ويدخل ضمن الحرية الشخصية وهؤلاء للأسف لا يدركون تبعات مثل هذه السلوكيات على الشباب وخاصة أن نجوم كرة القدم اليوم تحولوا إلى رموز لدى صغار السن وقدوات يتأثرون بهم لدرجة محاولة محاكاتهم في حركاتهم وملابسهم وتقليعاتهم ولا تستغرب غداً انتشار بنطلون مختار بين الشباب ليصل سعره لمبالغ خيالية وليقاس جمال البنطلون بكثرة شقوقه.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب