رحمك الله يا عمتي

أكاد لا أصدق من الذهول أن أجمل الوجوه وأحبها إلى قلبي، أصبحت في عداد الراحلين تؤبَّن وتعدد مناقبها، وهي التي كانت تدخل البهجة والسرور علينا جميعاً، نحن بنات الأسرة، وتتعهدنا بالرعاية والحنو والاهتمام، وتقوم بدوركبير في توجيهنا التوجيه القويم، بل كانت توجيهاتها العامة ونصائحها القيمة تشمل الكبير والصغير رجالاً ونساءً، كما كانت مآثرها تحكى في بيوت العائلة كأنها آتية من عالم الأساطير، في صلة رحمها مع الجميع، وحرصها على إدخال السرور على القلوب، فلم تكن هداياها للجميع تتوقف، وكم كانت تحرص على هذا عملاً بسنة النبي- صلى الله عليه وسلم-، وكم كان مؤثراً في النفوس يوم علمنا أنها من فرط برها بوالدتها سعت لتركيب مصعد في منزلها حتى تكفيها مشقة الصعود من طابق إلى طابق.

يا لحنو قلبك الذي شمل الجميع يا عمتي، ويا لِكَمِّ المواقف التي لا تنسى والتي ستظل محفورة في ذاكرة كل منا، الكبير والصغير، ويا لمآثرك التي ستبقى أجمل ما في القلوب يا أسرة القلوب. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يجعل قرارك في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعل كل ما قدمت لجميع من حولك في موازين صالحاتك. مع خالص تعازي لأبناء العمة الغالية وبناتها، ولأعمامي وعماتي -حفظهم الله- نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا جميعاً الصبر وأن يربط على قلوبنا في وداع غاليتنا جميعاً. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون».

- الجوهرة بنت خالد بن عبدالمحسن التويجري