09-11-2014

تفجير سيناء الإرهابي.. من المستفيد؟

حين يعود الإرهاب بصورة عنيفة إلى مصر، بعد فترة من الهدوء النسبي؛ ليمثل مؤشرا خطيرا على تمدد الجماعات المتشددة، والتي تتخذ من سيناء الشمالية مركزا لها، وتحولها إلى ملاذ آمن للإرهابيين، حيث بلغ عددهم أكثر من ألفي جهادي مسلح، يعملون على احتكار الفوضى بالقوة، وفرض سيطرتهم على هذه المنطقة الإستراتيجية؛ ولتصبح سيناء من المناطق الجاذبة للإرهاب.

النقلة النوعية في الظاهرة الإرهابية في سيناء، كان قائما على سيناريوهات التفجيرات المتعددة، والمتزامنة، - إضافة - إلى التوسع في عملية تكتيك الهجمات الانتحارية، - سواء - من حيث طبيعة منفذي تلك العملية الإرهابية، أو نوعية أهدافهم الإجرامية؛ مما جعل سيناء تجمع ما بين مناخ ملائم؛ لنمو التطرف، ومنطقة؛ لتصدير الإرهاب، كل ذلك؛ من أجل إعادة الخلافة الإسلامية - كما يزعمون -؛ ليؤكد واقع الحال على أن أرض سيناء تحولت إلى بؤرة ملتهبة، تصدر الإرهاب بصورة قد تدفع مصر إلى تداعيات تهدد سيادتها، وأمنها القومي.

أعتقد أن تنظيمات إرهابية متعددة تعمل على أرض سيناء، ترتبط بعلاقات مع شبكات أكبر في الخارج، تقف وراء تلك التفجيرات الإرهابية، - خصوصا - وأن بعض دول المنطقة شاركت في إدخال التشدد إلى سيناء، ودعمتهم بالمال، والسلاح؛ للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية، وأهدافها القومية، وتشابك اتجاهاتها، ومصالحها، والخطوط العريضة بينها. ولا بأس - حينئذ - أن تنطلق تلك العمليات الإجرامية من غلبة التوجه الدموي، القائم على أفكار تلك المنظمات الجهادية. - ولذا - فإن الخسائر البشرية الكبيرة، التي شهدها المركز المصري الحدودي مع إسرائيل في محافظة سيناء - قبل أيام -، والتي وقعت لحظة تناول الجنود، والضباط الشهداء طعام الإفطار، وراح ضحيتها «30» شهيداً، و»28» مصابا، ضمن تعداد سرية عسكرية، تتألف من «55» إلى «85» فردا في التشكيل الطبيعي، دليل على ضرورة التعامل بحزم مع هذا الملف الخطير؛ وفقا لمصلحة مصر.

مع الشروع في نهاية كتابة هذه السطور، فإن العمل على تحقيق درجة من التماسك الداخلي، ودرجة أعلى من التوحد خلف القيادة السياسية، مطلبان مهمان، سيؤديان إلى الوقوف بحزم أمام كل من يحاول إثارة الفوضى، أو تهديد الأمن القومي المصري، باعتبار أن ما حدث يُصنف ضمن العمليات الإرهابية، بغض النظر عن دوافعه. فالإرهاب بجميع أشكاله، ومظاهره، يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم، والأمن الدوليين، - ولاسيما - وأن الأمن القومي، يعني: حماية أراضي الدولة من أي تهديدات داخلية، أو خارجية، والحفاظ على سيادتها، ووحدتها.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب