09-11-2014

قدّر الله وما شاء فعل

لأن الآسيوية لم تكن مكتوبة للهلال، فكان لابد من تهيئة العوامل والأسباب الكفيلة بالإجهاض على عوامل التفوق الأزرق الواضحة للعيان.

- ولأن عوامل التفوق الأزرق كانت متعددة.. فكان لا بد من توافر العدد الكافي من تلك الأسباب المجهضة.

- أول تلك الأسباب : يتمثل في حتمية مقارعة تلك (الكُتل البشرية) المسمّاة (فريق سيدني) التي قد يليق بها ممارسة أي نوع من الرياضات التي تعتمد كلياً على عنصر التفوق البدني.. إلاّ كرة القدم التي من أساسيات وأعراف مزاولتها الدفاع والهجوم والإبداع والإمتاع، وليس الاكتفاء بالتفنن في إقامة المتاريس البشرية أمام المرمى، والاعتماد على عامل التفوق في الالتحامات كسلاح فعال بعد تأمين العناصر التي تتوافر فيها شروط أداء تلك المهمة كما ينبغي.. إلاّ إذا كانوا قد ضمنوا النتيجة (المشبوهة) سلفاً ؟!!.

- الثاني: الحظ الذي قلب للفريق الأزرق ظهر المجن ذهاباً وإياباً.

- الثالث: وهو (ثالثة الأثافي)، باعتباره العامل الذي لا يمكن التغلب عليه بأي حال من الأحوال مهما امتلك الفريق من مقومات وأدوات الكسب ألا وهو (التحكيم).

- الفريق قدم كل شيء ذهاباً وإياباً، واستطاع بمهارات وجدارة نجومه أن يكسر عاملي التفوق الجسدي والحظ، وتمكن من إيجاد العديد من الفرص السانحة التي من أبرزها وأوضحها جملة من الجزائيات التي لا يختلف عليها اثنان، ولا تتناطح عليها عنزان.. ولكنه لم يستطع كسر (ثالثة الأثافي) ممثلة بـ(نيشيمورا)، وما كان له أن يستطيع كسرها، فالهمّة والمهمّة كانت تقضي بتقديم البطولة لسيدني مع سبق الإصرار حتى لو استدعى الأمر تقديمها على طبق من فضيحة؟!!.

- إنه لمن العار على آسيا أن تقدم للعالم بطلها وممثلها الأجدر والأفضل والأقوى ممثلاً بفريق مثل سيدني؟!!.

- كما أنه من العار على آسيا أن تقدم للعالم أهم وأقوى بطولاتها على مستوى الأندية بهذا الشكل الملطخ بالشبهات والخزي؟!!.

شوارد

- (نيشيمورا) قام بالواجب على أكمل وجه، وحقق أمنيات (بني خيبان) على طريقة (إذا صرت رايح كثّر الفضايح)؟!.

- عندما شاهدت مقاطع الاحتفالات التي شملت (نحر الإبل)، عدا ما حفلت به الزوايا الصحافية والتغريدات التويترية، غير تلك التي لم تظهر للعيان، ابتهاجاً بحرمان الوطن من منجز كان في متناول اليد لولا أنه تم تغيير مساره عنوة، أيقنت بأنها حكمة إلهية تدخلت لمنع كارثة إنسانية كانت ستحدث لهؤلاء فيما لو كانت قد جرت الرياح عكس أمنياتهم، قلت: الحمد لله.

- سواء كانت لعبة المراهنات، أو مبادرات وتضحيات طابورنا الخامس، أو غيرها من الأسباب التي أدت إلى الفضيحة.. إلاّ أنها تبقى وصمة عار في جبين اتحاد القارة تضاف إلى وصماته السابقة؟!.

- ثلاثة فقط من لاعبي بطل الدوري للموسم الماضي، ومتصدر الدوري الحالي يتم ضمهم إلى معسكر المنتخب.. أوليس من الغباء بعد هذا الإجراء العجيب الحديث عن المصلحة العامة، وعن نزاهة وشرف التنافس، ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب، والأعجب من هذا هو صمت الأبواق الذين صدّعوا رؤوسنا طوال الأشهر الماضية بالصراخ والعويل احتجاجاً على عدم ضم العدد الأكبر من لاعبي فريقهم للمنتخب، وهاهم اليوم يأخذون وضع (الميت)؟!!!.

- سبحان الله.. في الوقت الذي يفترض على النصراويين الانحياز بقوة إلى أصوات الشرفاء الذين رفعوا عقيرتهم ضد الفساد الذي يضرب أطنابه في مفاصل الاتحاد القاري، من عينة ما جسده «نيشيمورا»، على اعتبار أن النصر سيشارك آسيوياً الموسم القادم.. إلاّ أنهم -وكالعادة- انحازوا بقضهم وقضيضم في الاتجاه المعاكس، لا، ومن زود الفهم والحماس دافعوا بقوة عن الياباني باعتباره من أفضل الحكام من منظورهم، فقط نكاية بالهلال.. وهم بذلك يدينونه من حيث أرادوا خدمته.. ذلك أنه إن كان على ذلك القدر من الأفضلية حسب تزكيتهم، ومع ذلك ارتكب تلك الكوارث والمخازي عياناً بياناً، فإنهم بذلك إنما يؤكدون الشبهة عليه!!.

- عجيب أمر اتحادنا القاري.. يضرب صفحاً عن كوارث حكامه الذين يعبثون ويحوّلون مسار البطولات جهاراً نهاراً، ويلهث خلف التوافه من نمونة (الملاحظات على التنظيم)؟!!.

- والله لو عَلِم العقلاء ما علمنا، وسمعوا ما سمعنا، لأدركوا على الفور المغزى الحقيقي من وراء الحملة القذرة الفاجرة التي يشنها (دواعش) الإعلام الرياضي هذه الأيام الرامية إلى تقسيم المجتمع الرياضي إلى فسطاطين، أحدهما (كاره) والآخر (مكروه)، وأن هذه الحملة إنما تبدأ وتنتهي عند أكذوبة (نادي الحكومة).. أي أن الهدف ليس الهلال في حد ذاته بقدر ما هو غطاء، واللبيب بالإشارة يفهم، لاسيما والتاريخ يشهد، وبالبراهين والإثباتات، كيف ومن أين انطلقت الشرارة الأولى للعبث والتأجيج والتحريض التي انساق خلفها بقية القطيع ؟!!.

لسان حال الهلال

يعنيني اللي كفو واحسب حسابه

باعه طويل، وبالمواقيف رجّال

ولاّ الزلابة طول عمره زلابة

ما همّني ذَمّه، ولو قال ما قال

مقالات أخرى للكاتب