من رحيق الفصحى

مُنَى النّفسِ في أسماءَ، لَوْ يَستَطيعُها

بِهَا وَجْدُها مِنْ غادَةٍ وَوَلُوعُهَا

وَقَدْ رَاعَني مِنها الصّدودُ، وَإنّما

تَصُدّ لِشَيبٍ في عِذاري يَرُوعُها

حَمَلْتُ هَوَاهَا، يَوْمَ مُنعَرَجِ اللّوَى

عَلى كَبِدٍ قَدْ أوْهَنَتْها صُدوعُها

وَكُنْتُ تَبِيعَ الغَانِيَاتِ، ولمْ يزَلْ

يَذُمّ وَفَاءَ الغَانِيَاتِ تَبِيعُهَا

وَحَسنَاءَ لَمْ تُحسِنْ صَنيعاً، ورُبّمَا

صَبَوْتُ إلى حَسنَاءَ سِيءَ صَنِيعُهَا

عَجِبْتُ لَهَا تُبْدي القِلَى، وَأوَدُّهَا،

وَللنّفسِ تَعْصِيني هَوًى وأُطِيعُهَا

تَشكّى الوَجَا واللّيلُ مُلتبِسُ الدّجى

غُرَيرِيّةُ الأنْسابِ مَرْتٌ بَقيعُها

- البحتري