10-11-2014

حرية الرأي.. والتحرر من إعاقته

يشكل الرأي في مجمله توجهاً فكرياً يقود لمعالجة لواعج اجتماعية للوصول بنتيجة قيمة نحو الأفضل. وهذا ما نراه في مجمل ما يتناوله كتاب الرأي مع اختلاف الطرح والأسلوب لقضايا مصيرية تهم المجتمع.. بكافة النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية حسب المتيسر الذي بموجبه نستطيع القول إن الرأي ساهم لحد ما في إنارة المجتمع... لكن يبقى لنا موقف مع الرأي! ألا وهو الرأي الصريح الذي يخشى اقتحام مواجهته لقضايا في منتهى الأهمية لحساسية إبدائه بشفافية.. بينما يجب أن يكون الرأي، يتمتع بحرية مرادفة له. فلن يكون هناك رأي يستحق القراءة والإشادة به..فضلاً عن ردة الفعل المؤثر فيما يتم تناوله بمصداقية وشفافية بدون تردد أو وجل!!

ولكن أين الرأي من تناول الطرح بشفافية..!؟ إذن لدينا مشكلة يعاني منها الرأي نفسه وليس كتاب الرأي. لأن الكاتب المتمكن من فكره المستنير وطرحه الهادف يعاني من قيد حرير يطوق معصمه. بمعنى آخرسقف الحرية المتاح للكتابة سقف غير مأمون السقوط عليه! لا أغمط حق كتاب لهم باع طويل في كتابة الرأي. لكن مع ذلك يلتزمون الحياد فيما يودون طرحه «بشفافية» لأن ليس هناك ارتياح نفسي وكأن الرقيب يقبع بداخله يحسب أنفاسه عليه. فمهما قيل إنه لدينا متسعا من الحرية في إبداء الرأي بكل شفافية. فإنني أرى أن ذلك وهم ولم يكن على المستوى المأمول والمرغوب فيه!!

الإعلام اليوم عامة.. لم يعد حكراً على الحكومات في مسألة المراقبة والتعتيم على المعلومة التي تم معرفتها وتناقلها الناس ولهجت بها الألسن.. ولم تعد حكراً على فضائية أو صحيفة محلية حكومية-. انتفى أمر التعتيم على المعلومة التي تصل عبر الفضائيات وسائل الاتصال الاجتماعي.. التقنية أعجزت الحكومات في مراقبتها والحد من وصول المعلومة المبتغاة التي تصل شعوبها من أقصى الأرض لأدناها ولا حاجة لوصول معلومة من صحيفة سيارة. تصل المعلومة قبل صدورها.. فلماذا الحد من حرية الرأي.. طالما هو يشكل بمجمله نفعاً للوطن والمجتمع.. وفق رؤى بناءة لا هدامة ولا مسيئة للدين ولا مسيئة للمجتمع فلنترك إعاقة الرأي. ليناقش كل الأفكار التي يدور الاختلاف حولها... حتى لا نصبح كعرب جامدين متخلفين.

ففي العالم المتقدم هناك مراكز لاستحواذ الآراء ودراستها والاستفادة منها فيما يفيد مجتمعاتها. ونحن العرب يخيفنا الرأي ونعمد لمراقبته وتحجيمه, مخافة منه. فالدول الواثقة من نفسها بأن ما تقوم به من أعمال لصالح شعوبها فإنها تحتفل بالرأي, فهو الرديف لنمو ثقافة الشعوب فكرياً وعلمياً.. فهل يتحرر الرأي العربي من ربقة إعاقته إن لم يكن اعتقاله..؟!

bushait.m.h.l@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب