التَّحْرِيْضُ يُثْمِرُ غَلَيَاناً وَإرْهَـابَــا

الدكتور عبدالرحمن عبدالله الواصل

أَيُّ شَكٍّ يَطُوفُ فِـيْـه زَمَانِي؟

أَيُّ طَيْفٍ يَشُكُّ فِيْه مَكَانِي؟

أَيُّ شِعْرٍ أَبْدَعْتُه فَتَجَلَّى

فِي شُعُورِي بَيْنَ الصَّدَى وَالمَعَانِي؟

تَتَسَامَى مَوَاقِفِي وَمَسَارِي

وَشُعُورِي عَلَى الهَوَى وَالأَمَانِي

وَلِهَذَا يَضِيْقُ بِي الشِّعْرُ بَوحاً

أَشْتَكِي مِنْه حَيْرَةً وَأُعَانِي

فَإِذَا مَا حَرَّرْتُه انْسَابَ وَعْياً

يَتَحَلَّى بِرُؤْيَتِي وَبَيَانِي

كَشَفَ الزَّيْفَ فِي التَّطَرُّفِ فِكْراً

وَتَصَدَّى لِعَابِثٍ فِي الكِيَانِ

مَوطِنِي فِي مَشَاعِري تَتَبَاهَى

فِيْه مَعْنَى وَصُورَةُ الفَنَّانِ

وَبِه تَحْتَفِي فَأَكْبُرُ شَأْناً

حِيْنَ يَغْدُو بِمهْجَتِي كُلَّ شَانِي

حَيْثُ يَلْقَى المُحَرِّضُونَ مَجَالاً

فِيْه نَشْراً أُحِسُّ بِالخُذْلانِ

وَأَرَى فِي وَسَائِلِ الغَدْرِ مِنْهمْ

أَدَوَاتٍ مَغْمُوسَةً بِالهَوَانِ

نَشَرَاتٍ كُتَيِّبَاتٍ تَمَادَتْ

عَلَناً فِي تَحْرِيْضِهَا الأُفْعُوانِي

نَدَوَاتٍ مُحَاضَراتٍ أَضَلَّتْ

فِي رُؤَاهَا وَغَرَّرَتْ بِاحْتِقَانِ

كَيْفَ هَذَا يَمُرُّ دُونَ رَقِيْبٍ

نَابِهٍ فِي مَدَارِسِ النَّشءِ حَانِي؟

قَنَوَاتٌ تُحَرِّضُ النَّاسَ كَيْمَا

يِتَخَلَّونَ عَنْ ثِيَابِ التَّوَانِي

يَلْبَسُونَ السَّوَادَ ثَوْبَ جِهَادٍ

دَاعِشِيٍّ لِبَاسهمْ للجِنَانِ

حِيْنَهَا يَلْتَقُونَ شَوقاً بِحُورٍ

عَاشِقِيْنَ البَيَاضَ بِالأَبْدَانِ

كَيْفَ هَذَا مِن شَاعِرٍ فِي قَنَاةٍ؟

كَيْفَ هَذَا مِن وَاعِظٍ إِخْوَانِي؟

حَيْثُ إِعْلامُنَا الفَضَائِيُّ أَمْسَى

بُوقَ تَحْرِيضِ حَاقِدِيْنَ دَهَانِي

أَنَّ هَذَا يُبَثُّ لَيْلاً نَهَاراً

وَهْوَ أولَى بِالحَجْبِ وَالكِتْمَانِ

لَيْسَ هَذَا مُصَنَّفاً مِنْ حُقُوقٍ

حَقَّقَتْهَا حُرِّيَّةُ الإِنْسَانِ

حِيْنَمَا يَلْبَسُ المُحَرِّضُ ثَوباً

يَجْعَلُ الدِّينَ نَسْجَه فَهْوَ جَانِي

زَيَّفَ الدِّيْنَ فِي النُّفُوسِ اعْتِقَاداً

بِانْحِرَافٍ يُدَسُّ بِالأَذْهَانِ

يَتَبَاكَى لِيَحْفِزَ النَّاسَ تَبْكِي

فَسَّرَ الدَّمْعَ مَنْطِقَ البُرْهَانِ

وَيَرَى صَمْتَ شَيْخِه كَدَلِيْلٍ

مُقْنِعٍ بِالرِّضَا وَبِالإِذْعَانِ

كَيْفَ هَذَا عَلَى المَنَابِرِ أَبْدَى

دَعْوَةً أَو تَعَاطُفاً بِاللِّسَانِ؟

كَيْفَ هَذَا نَادَى العُمُومَ بِدَعْمٍ؟

وَلِمَاذَا يُمَوِّلُ الغَدْرَ ثَانِي؟

أَوقِفُوا التَّحْرِيْضَ فَهْوَ طَرِيْقٌ

يَنْتَهِي بِالإِرْهَابِ وَالغَلَيَانِ

حَاسِبُوا مَنْ سَعَى بِه وَتَمَادَى

منْذُ أَفْغَانِسْتَانِ وَالشِّيْشَانِ

حِيْنَهَا تَأْمَنُ البِلادُ وَتَمْضِي

بِمَسَارٍ مِن التَّقَدُّمِ بَانِي