بين يدي منجز مكتبة الملك عبدالعزيز غير المسبوق

أسعدتنا صحيفة الجزيرة في عدد الأحد 09 محرم 1436 بنبأ انتهاء مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض من فهرسة جميع مقتنياتها من المخطوطات الأصلية والتي يزيد عددها من خمسة آلاف مخطوطة في قرابة عشرة آلاف مجلداً، وتحوي كماً نفيساً من ذخائر التراث العربي والإسلامي في مختلف علوم المعرفة. وزاد من سعادتنا إيضاح إدارة المكتبة ممثلة في قسم الوثائق والمخطوطات أن جميع المخطوطات المفهرسة تم إخضاعها لعمليات فنية دقيقة للحفاظ عليها وترميم ومعالجة المخطوطات النفيسة التي كانت تحتاج لذلك، باستثناء عدد قليل من المخطوطات التي حصلت المكتبة عليها مؤخراً، والتي سوف تتم معالجتها وفهرستها خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشارت إدارة المكتبة أن أعمال الفهرسة الإلكترونية لمقتنيات المكتبة من المخطوطات تمت وفق أرقى المواصفات والمعايير الفنية، بعد تصويرها وإتاحة صور منها عبر موقع المكتبة على شبكة الإنترنت لخدمة الباحثين والدارسين وطلاب العلم. وتضم مقتنيات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من المخطوطات عدد من المخطوطات الأصلية النادرة والتي لا يوجد سوى نسخة وحيدة منها في العالم مثل مخطوطة المعرب: شرح قوافي أبي الحسن الأخفش لأبي جني والتي كتبت عام 406هـ، ومخطوطة رسالة الأسئلة والأجوبة لحفظ الصحة لهبة الله بن جميع والمتوفي سنة 594هـ وتعد النسخة الوحيدة من هذه المخطوطة الفريدة والتي كتبت بخط يده، ومخطوطة رسالة في تثليث الكلام لابن خولان الحنبلي والتي تعد الوحيدة من نوعها في العالم .بالإضافة إلى عدد من المخطوطات الأخرى النادرة والتي لا يوجد سوى نسخة ثانية منها في المكتبات الدولية، مثل مخطوطة حكم السماع لابن القيم ومخطوطة الاستيقاظ والتوبة للسيوطي، ومخطوطة منهج الوصول إلى تحرير الوصول لزكريا الأنصاري والمتوفي سنة 926هـ، بالإضافة إلى مخطوطة المصاحف التي كتبت خصيصاً لخزائن الملوك والسلاطين في عصور ماضية وامتازت بروعة زخرفتها.

إن خبراً بهذه الأهمية يشغل كثيراً من الباحثين ليس على صعيد المملكة وحسب بل على صعيد العالم، فضلا عن أن هذا الرقم الهائل من العناوين من شأنه أن يجعل من مكتبة الملك عبدالعزيز إحدى الوجهات المعدودة في العالم ومرجعاً شهيراً، ما يجعل الحاجة ماسة لإعلان هذا الخبر المهم على صعيد واسع، ولعل وجوده على صفحات صحيفة الجزيرة وعلى موقعها الإلكتروني الذي يحظى بمتابعة واسعة من شأنه أن يضمن للخبر متابعة واسعة لدى باحثي الخليج العربي والمنطقة، فهذه النفائس التي وفرتها المملكة بعدما بذلت جهودا في ترميمها وإخراجها على نحو يفيد المطلع، من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة رحبة أمام الباحثين. فجزى الله كل من قام على هذا العمل الكبير الذي سيثقل موازين بلادنا في الملتقيات البحثية خير الجزاء.

أحمد عبدالعزيز داود - باحث