17-11-2014

خلف الأبواب الموصدة

يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما في لقاء مع إحدى الصحف الأمريكية قبل فترة ما معناه أن لدى الفرس فكراً إستراتيجياً عكس جيرانهم، فهل هذه المقولة تلخص ما يحدث حالياً من محاولات للتغلغل الفارسي في مفاصل المنطقة، والتي نجح بعضها بدعم أمريكي كما في العراق ومن ثم سوريا؟ وهل حقاً لدى الفرس فكر إستراتيجي ونحن العرب تسوق بعضنا ردود الأفعال والعواطف والدسائس من بعضنا ضد البعض؟ أترك الجواب لحصافة القارئ.

التاريخ أستاذ عظيم ومعلّم فذ، يذكّرنا دوماً عبر صفحاته الصفر العتاق أنه لن تقدر قوة غاشمة محتلة على قهر دولة إلا بخذلان أو خيانة من طابور خامس في تلك الدولة أو المدينة أو المجتمع أياً كان، وأنه حتى لو غلبت فترة من الزمن فمردها إلى الهزيمة لاحقاً. وقلّب تلك الصفحات واقرأ فيها إن شئت عن معركة ملاذ كرد للقائد السلجوقي ألب أرسلان الذي فاجأه الإمبراطور الروماني رومانوس الرابع بجيش قوامه مئتا ألف مقاتل زحف بهم من عاصمته القسطنطينية متجهاً شرقاً صوب دولة السلاجقة. هنا تكمن القدرات القيادية، فما كان من الب أرسلان الذي يقود جيشاً قوامه عشرون ألف مقاتل فقط، إلا أن لبس البياض علامة الإقدام بغية النصر أو الشهادة وخطب في جنده وحثهم وقوّى من عزائمهم مع الفقيه محمد بن عبد الملك البخاري الذي شدّ من أزر قائده وجنده، فتقدَّم الجمع كتلة واحدة وبقلب واحد بروح الاستشهاد فكان أن دبت روح الهزيمة في جيش الروم الذي يفوقهم عشرين ضعفاً لما رأوا من الإقدام والروح لدى السلاجقة، فانقلبت الموازين لألب أرسلان وجيشه فكان النصر وأسر الإمبراطور رومانوس ودفع مليون ونصف المليون دينار لكن ألب أرسلان عفا عنه وأرسله مع جند له وبعض القادة إلى بلده، فانظر النبل والفروسية. ووقَّع الجانبان صلحاً لمدة خمسين عاماً وتراجع الروم ودانت تلك البقاع للسلاجقة تباعاً إلى يومنا هذا. والأمثلة على ما قلنا تستعصي على الحصر إن عبر التاريخ الإسلامي والعربي أو التاريخ الإنساني بشكل عام، فالإيمان بعدالة الحق وسيادة بلد أو مجتمع أياً كان معتقده أو مرجعيته هو الحصن المنيع ضد أي عدوان أو احتلال وما فيتنام وحربها عنا ببعيدة. كما أن فلسطين عائدة لا محالة بإرادة والي اللأقدار عاجلاً أو آجلاً وإن كانت بعض التقديرات تشير إلى قرب اضمحلال وزوال (إسرائيل) خلال عشرين عاماً.

رائع هو رد أهالي الأحساء وباقي المناطق على المحاولة الموتورة لشق الصف الوطني وإثارة الفتنة بين أبناء البلد الواحد. أهالي الأحساء الذين تعرفهم بسمتهم وهدوئهم ولطف معشرهم، هم الذين جبلوا على كرم النفس ولين الجانب، وكأنهم استمدوا من نخيل واحاتهم الوارفة قوتها الصامتة وصبرها النافذ وعطاءها المغدق، فكيف لعابثين أن يهزموا هكذا مجتمع وادع وداعة بساتينهم الظليلة. ليس أدل على ذلك هذا الجلد والاتزان والرزانة في الفكر والعاطفة لدى أسياد النخيل.

كما قلت بدءاً، هناك تدبير خلف الأبواب الموصدة، لكن لن يهزم قوم غير أنفسهم، بتشتتهم وضيق أفقهم وقصر نظرهم. حمى الله هذه البلاد وأهلها ومن فيها من شرور وآثام محدقة، ورد من تعاني وترزح تحت نير المعتدين من باقي الدول العربية إلى استقرارها بحول عزيز مقتدر، والله المستعان.

التاريخ أستاذ عظيم ومعلّم فذ، يذكّرنا دوماً عبر صفحاته الصفر العتاق أنه لن تقدر قوة غاشمة محتلة على قهر دولة إلا بخذلان أو خيانة من طابور خامس في تلك الدولة أو المدينة أو المجتمع أياً كان، وأنه حتى لو غلبت فترة من الزمن فمردها إلى الهزيمة لاحقاً. وقلّب تلك الصفحات واقرأ فيها إن شئت عن معركة ملاذ كرد للقائد السلجوقي ألب أرسلان الذي فاجأه الإمبراطور الروماني رومانوس الرابع بجيش قوامه مئتا ألف مقاتل زحف بهم من عاصمته القسطنطينية متجهاً شرقاً صوب دولة السلاجقة. هنا تكمن القدرات القيادية، فما كان من الب أرسلان الذي يقود جيشاً قوامه عشرون ألف مقاتل فقط، إلا أن لبس البياض علامة الإقدام بغية النصر أو الشهادة وخطب في جنده وحثهم وقوّى من عزائمهم مع الفقيه محمد بن عبد الملك البخاري الذي شدّ من أزر قائده وجنده، فتقدَّم الجمع كتلة واحدة وبقلب واحد بروح الاستشهاد فكان أن دبت روح الهزيمة في جيش الروم الذي يفوقهم عشرين ضعفاً لما رأوا من الإقدام والروح لدى السلاجقة، فانقلبت الموازين لألب أرسلان وجيشه فكان النصر وأسر الإمبراطور رومانوس ودفع مليون ونصف المليون دينار لكن ألب أرسلان عفا عنه وأرسله مع جند له وبعض القادة إلى بلده، فانظر النبل والفروسية. ووقَّع الجانبان صلحاً لمدة خمسين عاماً وتراجع الروم ودانت تلك البقاع للسلاجقة تباعاً إلى يومنا هذا. والأمثلة على ما قلنا تستعصي على الحصر إن عبر التاريخ الإسلامي والعربي أو التاريخ الإنساني بشكل عام، فالإيمان بعدالة الحق وسيادة بلد أو مجتمع أياً كان معتقده أو مرجعيته هو الحصن المنيع ضد أي عدوان أو احتلال وما فيتنام وحربها عنا ببعيدة. كما أن فلسطين عائدة لا محالة بإرادة والي اللأقدار عاجلاً أو آجلاً وإن كانت بعض التقديرات تشير إلى قرب اضمحلال وزوال (إسرائيل) خلال عشرين عاماً.

رائع هو رد أهالي الأحساء وباقي المناطق على المحاولة الموتورة لشق الصف الوطني وإثارة الفتنة بين أبناء البلد الواحد. أهالي الأحساء الذين تعرفهم بسمتهم وهدوئهم ولطف معشرهم، هم الذين جبلوا على كرم النفس ولين الجانب، وكأنهم استمدوا من نخيل واحاتهم الوارفة قوتها الصامتة وصبرها النافذ وعطاءها المغدق، فكيف لعابثين أن يهزموا هكذا مجتمع وادع وداعة بساتينهم الظليلة. ليس أدل على ذلك هذا الجلد والاتزان والرزانة في الفكر والعاطفة لدى أسياد النخيل.

كما قلت بدءاً، هناك تدبير خلف الأبواب الموصدة، لكن لن يهزم قوم غير أنفسهم، بتشتتهم وضيق أفقهم وقصر نظرهم. حمى الله هذه البلاد وأهلها ومن فيها من شرور وآثام محدقة، ورد من تعاني وترزح تحت نير المعتدين من باقي الدول العربية إلى استقرارها بحول عزيز مقتدر، والله المستعان.

romanticmind@outlook.com

تويتر @romanticmind1

مقالات أخرى للكاتب