برنامج الملك عبدالله للابتعاث والاهتمام بالطلاب الصم

حمد بن عبدالعزيز الحميد

سنحت لي الفرصة يوم الثلاثاء الموافق 21 أكتوبر 2014م في اللقاء مع عدد من الطلاب والطالبات الصم وضعاف السمع السعوديين في جامعة قالوديت (Gallaudet University) بواشنطن دي سي، وقدمت محاضرتي لهم حول مسيرتي مع الحياة والدراسة في أمريكا بناء على دعوة من النادي السعودي بالجامعة، وقدمت لهم أيضاً نصائحي حول تحديات الحياة والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية.

لفت نظري أثناء زيارتي للجامعة أن الطلاب الصم وضعاف السمع السعوديين زاد عددهم على 43 طالباً وطالبة. هذا شيء مفرح جداً الآن، خلال دراستي في الجامعة قبل عدة سنوات قليلة لم يكن هناك طلاب سعوديون سوى خمسة طلاب فقط.

إن برنامج الملك عبدالله -حفظه الله- للابتعاث الخارجي قام بالتوسع في برامج ابتعاث الطلاب الصم وضعاف السمع لمواصلة تعليمهم في الولايات المتحدة الأمريكية، والاستثمار في التعليم الراقي وإنفاق الأموال الضخمة على تعليم الطلاب الصم وضعاف السمع الجادين. لاشك أنه من أفضل أنواع الاستثمار الحقيقي، وسوف تكون نتائجه وثمراته التي ستعود على الفرد والمجتمع عظيمة وكبيرة.

قدمت نصيحتي خلال محاضرتي للطلاب السعوديين أن الابتعاث فرصة ذهبية جداً لتطوير قدرات الطلاب والطالبات الصم وضعاف السمع، ورفع مستواهم العلمي، وزيادة خبراتهم العملية. لا يخفى على الجميع أن أي طالب قرر الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية سيبدأ في رحلة التفكير والتردد من التجربة الجديدة، ومواجهة الصدمة الثقافية والعلمية، والخوف من الفشل بطبيعة الحال، وهذا شعور طبيعي جداً، ولكن الدراسة والتفوق لا حدود لهما، والطالب الأصم أو ضعيف السمع قادر على الخوض في مختلف مناحي الحياة وإثبات نفسه وقدراته العلمية التي يملك الطالب العزيمة والصبر والإرادة، وعدم الخوف والتفكير السلبي، ويحقق حلمه ويأخذ مكانه المميز في المجتمع.

ربما يتساءل بعضهم؛ لماذا الابتعاث إلى أمريكا بالذات ولم يدرس طلاب الصم وضعاف السمع في بعض الجامعات السعودية مثلاً؟

التعليم العالي حق من حقوق الطلاب الصم وضعاف السمع في أن يواصلوا الدراسة للحصول على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه أسوة بالطلاب السامعين. إن الابتعاث الخارجي ليس مجرد الدراسة والحصول على الشهادة الأكاديمية، وإنما اكتساب خبرات جديدة وفريدة، واكتشاف ثقافات غريبة، والانفتاح على العالم إضافة إلى أن الابتعاث الخارجي يعطي الطالب فرصة الاعتماد على نفسه بعيداً عن الأهل والوطن، وبناء شخصية واثقة، وإثبات نفسه علمياً وفكرياً وثقافياً.

وعلى المبتعثين والمبتعثات أن يذكروا أن عائلتهم في غاية الشوق لهم وتنتظر تخرجهم ويرجعوا لأحضان هذا الوطن. أسأل الله أن يوفقهم في دراستهم، وأن يساهموا في بناء الوطن والمجتمع.