18-11-2014

الخبرة المباشرة خارج الأبواب الرسمية وداخلها..!!

من مصادر الخبرة المفيدة المثمرة للناشئة أن يتلقوها مباشرة..

بلقاء ذوي الفكر, بشرح الأنظمة بمواجهة تطبيقاتها المباشرة, بعروض حية لمسارات السير, وأخطاء تجاوزات قائدي المركبة, بزيارة للمصحات ومقابلة المصابين بالحوادث نتائج إهمال يبدأ بأعواد الثقاب, وإلى استخدام توصيلات الكهرباء سيئة التصنيع, أو بزيادة عبئها الخاطئ, بمشكلات التمديدات في البيوت، للتسخين أو ضخ الماء, أو بمخاطر الآلات الحادة، وبمساريء هدر الماء, وإلى زيارة السجون لتعريفهم عن قرب بنوعيات الجنح, والجنايات، والحوادث,والكوارث الناجمة عن السلوك السيئ، وأسبابه..

لم يعد الوقت الذي فيه يبتعد الكبير عن عرض الخبرة على الصغير وإن فحشت مآلاتها، وعظمت عقوباتها..

فنتائج العقوق، والجنح, والجنايات، والسرقات، والمخدرات، وعدم الحيطة, والإغراق في متابعة المسلسلات، والأفلام سيئة المضامين, ونماذج الأفراد في العالم المفتوح الذي منه يقتربون, وعنه يكتسبون فتطغى خبرات ما يتلقونه ليصبح سلوكا، إما أن يقعوا فيه, أو يتجنبوه خوفا فتكثر أمراضهم من شتات، وقلق, ورهبة، وانعزال، أو تسطح واجتراء وانفلات.., بمثل نتائج الجهل بالأنظمة, وكيفية استهلاك الموارد, ومحاسن السلوك بعامة مع المقدرات عامة بما فيها المشترك والذاتي.

الصغار يحتاجون لمعرفة مباشرة ملامسة للواقع لتكون خبراتهم حية يقظة تمكنهم من تشكيل الدروع الذاتية داخل نفوسهم.., وتضبط قدراتهم للتحكم في تعاملاتهم بين أفراد مجتمعهم. ومع مقدراته، وأنظمته، وحاجاته, وتطلعاته.

في تجربة جميلة لا تزال نتائجها خبرة اكتسبها بعض صغاري فترة حرب الخليج حين شجعهم والداهم لحمل الماء, والورد للجنود المرابطين في مداخل الأحياء، وتقاطعات الشوارع, والطرق, لمشاركتهم، ولتخفيف وقع منظر الأسلحة التي كانوا يحملونها، وكانت توجهها عرباتهم، فمع حذر الفرق الأمنية عند اقترابنا منهم حينها, إلا أنهم حين تعرفوا الهدف من هذه المبادرة، وهي إضفاء إنماء روح المشاركة في العمل الوطني في نفوسهم، وتقدير دور رجل الأمن، وتعزيز قيمة الشكر، والتعاون بين جميع أفراد المجتمع, وجدنا من كبار رجال الأمن المراقبين الشارع ووحداتهم الأمنية فيه, من وقف وأخذ بأيدي صغارنا وفتح عربة الشرطة, والمرور, وشرح لهم كيف تعمل تلك القوى ولماذا تقف هكذا في الطرقات, ووضح لهم ما تتضمن تلك العربات من إعدادات أمنية، ثم شرح لهم حينها لماذا يقف رجل الأمن في الشارع في هذه المرحلة..، كان ذلك مثلجا ومفرحا لي, إذ منذها أصبح أول ما يحترم أولئك الأطفال يومها، الشباب الآن هو دور رجل الأمن في الشارع بكل صفاته، ومهماته..

إن الخبرة المباشرة مادة مهمة لتكون مقررا في المدارس، يخصص لها يوم أو أكثر, ولا تشمل فقط الترويح، وزيارة بعض المرافق, بل تكون تدريبا في الموضوع الذي توضع له.. ونقل خبرة دقيقة,..

والتربيون سوف يجدون الكثير الذي يندرج تحت هذه الفكرة.

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب