عوادم المركبات وخطورتهـا

أحمد المنصور

يعيش سكّان المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانيَّة في بلادنا بين أعداد هائلة من المركبات، والحافلات، والناقلات التي تجوب أزقّة، وشوارع، وطُرق أحيائها الداخليَّة التي يزدحم في أسواقها، وحدائقها، وميادينها المتسوّقين، والمتنزّهين، والمارّة الذين يتعرّضون لأدخنتها التي تتصاعد لسمائها، وتحوّله إلى سحب ملوّثة من أكثرها تلوثاً للإنسان والبيئة، غازات أكسيد الكربون التي تمنع دمه من استخلاص غاز الأكسجين الذي يُعد حياة لأجهزته التنفسيَّة، ودورته الدمويَّة.

فالذي يدخل إلى المدن الكبيرة يرى في أطرافها، ووسطها سحباً داكنة منخفضة تُغطي سمائها من تصاعد الأدخنة الكربونيَّة التي تحمل أطنان أدخنة غازات الكربون أثبتت الدراسات العلميَّة أنها من أكثر الملوثات لبيئة الإنسان الذي انفرد بصنعه بواسطة عمليات إحراق مواقع الإطارات، وخزّانات محركات المركبات، وفوّهات مباخر المصانع.

فإذا دخلنا إلى المدن الكبيرة في بلادنا ذات الكثافة العالية من أعداد المركبات، والمطاعم، والمصانع التي تحمل إلى سمائها الصافية أطنانا من الكربون الذي يُشبع أجوائها الزكيَّة رائحة كريهة، وغازات داكنة، تُحدِث أضراراً وقتيَّة تُؤثر على محاجر العيون التي تحوّلها إلى احمرار، ودموع، وإلى بواطن الأنوف التي تُحدث لأطرافها احمرار، وسيلان، وقد تُحدث أكثر ضرراً لمختلف الأجهزة التنفسيَّة من أزمات ربو للرئتين التي لا تدع صاحبها إلاَّ أن يُسعفهما بما يحمله من أنبوب يدوي يُساعد غازه على التنفس والأكثر اختناقاً لا يسعفه إلاَّ رجال الهلال الأحمر لما يحملونه من أجهزة تنفسيَّة ثابتة تُعيد تنفسه الطبيعي الذي فقده من استنشاق غازات الكربون التي تحمل ذرات داكنة لا ترى بالعيون المجردة. وإن الأدخنة الكربونيَّة التي تحملها سحب السماء الصافية، وتنقلها إلى أجواء الفضاء الزكيَّة هي حبيبات صغيرة ألوانها داكنة، تحدث من اشتعال الإطارات في مواقعها وشبّ الفحم في كوانينه، وإحراق وقود المركبات في محركاتها؛ وهذه الحبيبات بعد صعودها من مواقعها تنزل مع زخّات المطر إلى سطح الأرض وباطنها، والذي يصل إلى باطنها يحدث آثار ضارة لمياه سُقيا الإنسان والحيوان، والنبات.

لذا نأمل من المسؤولين في الإدارة العامة للمرور إلزام قائدي صهاريج الوقود، وحافلات الركّاب، وناقلات البضائع على الفحص الدوري الذي يُساعد المهندسين في مراكزهِ على تحديد نسبة أدخنة محركاتها التي لا تضر الإنسان، وبيئته.

كما نأمل من أمانات المناطق إلزام أصحاب البناشر عدم رمي الإطارات إلاَّ في أماكن مخصّصة من قِبلها؛ لكي لا يعبث بها وتُحرق، وأن يُشدّدوا على مالكي المصانع، والمطاعم، والمنازل أن تكون مباخرهم مُفلترة؛ لكي لا يخرج من فوّهاتها إلاَّ أدخنة نقيَّة غير ضارة للإنسان وبيئته، وأن تحرص على تكثيف غرس أشجار التسيما، والسدر، والفيكس، وغيرها من أشجار تلائم البيئة في أرصفة الشوارع، وميادين الطرق، وفضاء الأحياء؛ لكي تُساعد أوراقها على امتصاص أكسيد الكربون الذي ينتج من محركات المركبات وغيرها من أكسدة المصانع، والمطاعم، والمنازل؛ لأجل سلامة الإنسان.

بريدة - نادي القصيم الأدبي