التركيز على العنف الأسري النفسي أهم من الجسدي يا دكتور

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء في الصفحة الأخيرة يوم السبت بتاريخ: 22 محرم 1436هـ بعنوان (العنف الأسري لم يصل حد الظاهرة وتركيزنا على العنف الجسدي)، حيث ذكر الدكتور (مشهور الوقداني استشاري الطب الشرعي ورئيس فريق الحميات بصحة الرياض) أن العنف الأسري لم يصل إلى حد الظاهرة وأن الأرقام هي التي تحدد ذلك، وأن تركيزهم على العنف الجسدي وأنه يجب توعية المجتمع من قبل وزارة الشئون الإسلامية عن طريق الخطباء وأئمة المساجد. أقول إن العنف الأسري قد يقع على جميع أفراد المجتمع رجالاً ونساء وأطفالا، فهناك عنف قد يقع على الرجل من المرأة وقد وقع هذا على بعض الحالات، وهناك عنف أشمل وأكثر قد يقع على المرأة سواء جسديا أو نفسيا، وكذلك الطفل الذي قد يقع عليه تحرش جنسي. وقد اهتمت الدولة بهذا العنف ونوقش في مجلس الوزراء الموقر وصدر نظام وتعليمات والمعني به أكثر (وزارة الشئون الاجتماعية)؛ لأنها أقرب وزارة للمجتمع وأفراده حيث لديها قطاع رجالي ونسائي في أغلب فروعها يهتم بهذا العنف، بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية المختصة تحاول معالجة هذا العنف.. لكن أقول يا دكتور (إن العنف النفسي قد يكون أهم من العنف الجسدي) لخطورة وقعه على النفس البشرية وخاصة الأطفال وإصابة وجدانهم بالإحباط النفسي، وعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم في وقتها وحينها ويحتفظون بها في العقل الباطن، وقد يكبر هذا العنف مع مرور الوقت إذا لم يعالج في وقته، فالمعنف ينتظر الوقت المناسب وقد ينتقم من نفسه أو أسرته أو مجتمعه؛ لأن واقع العنف النفسي مدمر للنفس وقد يشمل هذا المرأة أيضاً عندما يقع عليها كلام يجلد ذاتها ويقلل من مكانتها وقيمتها ويحطم ذاتها وادميتها، وقد تدخل في متاهات قد تطول وتمتد إلى مرض نفسي قد يصعب علاجه.

أما العقاب الجسدي فلا ننكر واقعه سواء على الرجل من المرأة أو العكس أو الطفل وما يسببه من كدمات أو تشوهات في بعض أجزاء الجسم ولكن قد يعالج في وقته ويمر بسلام وينسى بعكس النفسي. أما التوعية يا دكتور فلا تقتصر على خطباء المساجد والأئمة فهناك جهات أخرى مطلوب منها المساهمة في التوعية ضد العنف منها (وزارة الشئون الاجتماعية وسائل الإعلام وخاصة المرئية والمسموعة، الشاشات الإلكترونية في المجمعات التجارية والشوارع الرئيسية، الشاشات الإلكترونية في الملاعب الرياضية أثناء إقامة المباريات والمناسبات الرياضية، وحبذا لو يكون هناك أسبوع سنوي للتوعية ضد العنف الأسري.

مندل عبد الله القباع - خبير اجتماعي