أكد أن عملية تبادل السجناء بين الرياض وبغداد في طريقها للتنفيذ .. رئيس مجلس النواب العراقي لـ(الجزيرة):

التعددية عامل قوة للعراق .. ولا نرضى أن تتدخل أي دولة في شؤوننا

الجزيرة - سعد العجيبان / تصوير - سالم الحمدان:

ثمن معالي رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي يبذلها رجل السلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- وحرصه الدؤوب على تحقيق السلام والأمن والاستقرار والرخاء لكافة شعوب العالم.

وأكد معاليه اهتمام الجمهورية العراقية قيادة وشعباً بدعم وتعزيز علاقاتها مع المملكة بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين.

كما ثمن الدكتور الجبوري باسمه ونيابة عن مجلس النواب في جمهورية العراق دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لفخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور فؤاد معصوم لزيارة المملكة وما جرى خلال الزيارة من بحث لتطورات الأحداث على الساحة الإقليمية ومجمل المستجدات الدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين.

جاء ذلك في كلمة لمعالي رئيس مجلس النواب العراقي في مستهل جلسة المباحثات التي عقدها أمس مع معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مقر مجلس الشورى بالرياض.

وفي شأن آخر أكد د. الجبوري في معرض رده على سؤال لـ(الجزيرة) حول مدى تأثير التعددية في مجلس النواب العراقي وانعكاساتها على الخطاب والتبادل مع المجالس المماثلة والجهات الأخرى في الدول، أكد أن التعددية هي عامل قوة لدى العراق، وينبغي أن توظف حتى تُحدث هذا الجانب، ونحن بيننا وشائج وروابط عشائرية وصلات اجتماعية عديدة.. والكل يريد أن يحقق الاستقرار والأمن.. وهذا الهدف منشود ويحقق وحدة البلاد.

وبين أن العامل الأساسي هو أن العراق لا يريد أن يتدخل في شؤون أي دولة ولا نرضى أن تتدخل أي دولة في شؤوننا، وإنما تحكمنا مصالح متبادلة على أطر اقتصادية وعلاقات سياسية مميزة، وقطعاً نحن متجهون صوب المملكة بهذه الرسالة التي من المهم جداً أن تكون مميزة في العلاقات عن غيرها من الدول العربية الأخرى التي تربطنا معها علاقات.

وفي جانب آخر وصف رئيس مجلس النواب العراقي تنظيم داعش بالحالة الهجينة التي دخلت في أوساطنا.. وتريد أن تفرق وجودنا ولحمتنا.. وأن تحدث فتنة كبيرة.

وأكد أن تنظيم داعش لا يفرق بين إنسان وآخر أياً كان انتماؤه.. أو دينه مسلم أو غير مسلم.. سني أو شيعي أو كردي.. وبحكم ما قام به من جرائم.. واستهدافه الجميع، وأيدي العراقيين متجهة صوب مواجهة هذا التحدي الخطير والعراق يحتاج معونة إخوانهم في المملكة.. ووصلتنا بوادر حسنة فيما يتعلق بمواجهة خطر داعش خاصة مواجتهه على الحدود وسبل التعاون الأمني في هذا الإطار.. والرؤية المستقبلية هي أن نتعاون جميعاً في مواجهة خطر داعش والإرهاب الذي يهدد المنطقة بأكملها.

وحول اتفاقية تبادل السجناء بين المملكة والعراق بين د. الجبوري أنها عرضت على مجلس النواب العراقي في الدورة الماضية وسيتم عرضها في الدورة الحالية، وسنأخذ في الاعتبار الجوانب الإنسانية وما يعزز العلاقات الثنائية، مؤكدا استطاعة مجلس النواب في المضي في هذا الأمر مما ينتج بالطريقة التي تتم بها عملية تبادل السجناء.

ووصف د. الجبوري الزيارة التي قام بها الرئيس العراقي للمملكة وأعضاء مجلس النواب العراقي بأنها بادرة خير وهي انطلاقة لعلاقات يمكن أن تفتح آفاقا واسعة جداً.. وهذه الحقيقة التي ينبغي أن نعترف بها جميعاً.. إذ إن هناك وحدة وأخوة وتعاونا ورغبة جامحة في بناء هذه العلاقات وتوطيدها.. وهي مرحلة ستمهد لما بعدها من حسن العلاقة والتفاهم في الملفات التي تنتظر الحلول.. وشعوبنا تنتظر نتائج هذه الزيارات.وبين أن هذه الزيارة هي الأولى لمجلس النواب العراقي للمملكة بعد 2003م، مؤكدا أنها ستمهد لفتح آفاق تواصل بين الجانبين والاتفاق على رؤى مشتركة، وهناك قضايا ذات إطار تنفيذي أبرزها ما يتعلق بتبادل السجناء والاتفاقيات بهذا الخصوص، ومنها ما يرتبط في الجانب السياسي وأهمية فتح السفارات بين الدول والعراق ينتظر سفيرا من المملكة أو قنصلية في أربيل وهذه المسألة ستعزز التعاون وآفاقه.

وكان معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ قد افتتح جلسة المباحثات بكلمة رحب فيها بمعالي رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري ومرافقيه مقدراً لهم تلبية دعوة مجلس الشورى لزيارة المملكة ومجلس الشورى.

وأشار معاليه إلى ما يربط المملكة والعراق وشعبيهما الشقيقين من علاقات تاريخية مؤكدا أن العلاقات بين البلدين ورغم الظروف العصيبة التي مرت بها إلا أنها مستمرة منوها إلى قدرة الشعب العراقي على تجاوز محنته بخطط مدروسة.

وقال د. آل الشيخ إن الزيارة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية العراقية الدكتور فؤاد معصوم ولقاءه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - كانت مثمرة و لها الأثر الكبير في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.

من جانبه أعرب رئيس مجلس النواب العراقي عن اعتزازه وتقديره لتلبية دعوة معالي رئيس مجلس الشورى لزيارة المملكة ومناقشة الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول سبل توطيد العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات البرلمانية.

وقال لقد مر العراق بظروف عصيبة في العقد الماضي كادت أن تنهك قواه وتفت في عزيمته ولكنه بقي متوكلاً على الله من أجل الخروج من أزمته وبقيت إرادته صلبة رغم غيوم السنوات الحالكة التي لبدت أجواءه.

وأضاف: أصبحنا الآن أمام ظرف يستلزم التعاون والتكاتف فلا مجال بعد اليوم لترك الأمور تجري على مساراتها التي بدأت تتعقد بل نحتاج إلى محاصرة الأزمة وتطويقها قبل أن تتمكن من إرادتنا وتتغلب على خطتنا.

وأكد أن محاربة الإرهاب والوقوف بوجهه أولى أولويات العراق، وهذا يتطلب تعاوناً غير محدود وتواصلاً غير مقطوع من شأنه أن يضع الساعد على الساعد والجهد على الجهد والفكرة على الفكرة لتتكامل مقدراتنا وتتضامن عزيمتنا.

وقال الدكتور الجبوري: إن المملكة والعراق يمثلان القوة الأهم في المنطقة لمواجهة الإرهاب وتحجيمه والقضاء عليه لما تمتلكان من مقدرات مادية ومعنوية وجغرافية وتاريخية تضعنا في مقدمة الركب لتحمل هذه المسؤولية الحرجة والحساسة والخطيرة.

وأعرب رئيس مجلس النواب العراقي في ختام كلمته عن سعادته وأعضاء الوفد المرافق بوجودهم على أرض المملكة بين أشقائهم وأهلهم, وفي أروقة مجلس الشورى لتبادل الفكرة والمبادرة والرأي بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.

وتم خلال جلسة المباحثات بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك التي تصب في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، وبخاصة العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى ومجلس النواب العراقي.

حضر جلسة المباحثات معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري ومعالي مساعد رئيس المجلس الدكتور فهاد بن معتاد الحمد ومعالي الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو وأعضاء مجلس الشورى رؤساء اللجان المتخصصة وعضو مجلس الشورى العضو المرافق الدكتور نواف الفغم لرئيس مجلس النواب العراقي.

كما حضرها من الجانب العراقي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ همام باقر عبدالمجيد وأعضاء الوفد المرافق لمعاليه والسفير العراقي لدى المملكة غانم الجميلي.

من جهة أخرى حضر معالي رئيس مجلس النواب العراقي ومرافقوه جانباً من الجلسة العامة التي عقدها مجلس الشورى أمس حيث وجد معاليه ترحيباً من أعضاء المجلس.

في السياق ذاته قام معالي الدكتور سليم الجبوري ومرافقوه بجولة في أروقة المجلس والقاعة الكبرى والقاعة الأندلسية واستمع لشرح عنها من معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري.

وأقام معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ مأدبة غداء تكريماً لمعالي رئيس مجلس النواب العراقي والوفد المرافق له في مقر المجلس، حضرها معالي نائب رئيس مجلس الشورى ومعالي مساعد رئيس المجلس ومعالي الأمين العام للمجلس ورؤساء اللجان المتخصصة بالمجلس وعدد من أعضاء مجلس الشورى.

موضوعات أخرى