قصة قصيرة

أمل

حين تسمع ضحكة أنثى وترى شابا غارقا في عرقه خجلاً تعرف حينها أن أمل وبائع التسالي في مكان واحد.. معرفة غريبة.. كان يوم فرح.. حين تم تركيب الهاتف (في زمن انتظار بالسنوات من أجل الحصول عليه)

تجمعت الأسرة تراقب ذلك الضيف الجديد، تنتظر رناته... نضحك، فلا أحد يعرف الرقم.... تركه الجميع وحيداً عدا أنا.... أمسكت السماعة.... لا أعرف الفرق بين دقات الانتظار ورنة الاتصال والحرارة.... رن الهاتف فأسرعت برفع السماعة حتى لا يسمع أحد من البيت رناته.... وعلى الطرف الآخر إحداهن... كانت تتصل بأبيها في محله.... ضحكت حين قلت لها: أنا الصبي بتاعه.... تطور الحديث حتى عرفت من هي... كانت بنت رجل من تجار بورسعيد الكبار. وبدهاء لم تعرف من أنا.

تعللت بأسباب كثيرة، لكن لم أجد بداً من اللقاء.. كان حفل زفاف لإحدى صديقات شقيقتي، وكان على سطح عمارتهم. دعوتها. رحبت. جاءت وليتها ما جاءت!

فتاة بيضاء فارعة الطول، ترتدي فستاناً أسود يظلله شال من حرير أسود مطعم بالترتر. كنت أرتدي بنطلون جينز و(تي شيرت)... يداريان جسد نحيل كأنه قادم من مجاعة... توقف الجميع عن العزف والرقص في استقبال تلك الشخصية المثيرة، عداى فقد هربت. تعللت لها شقيقتي بسبب أقنعها... ومرت الليلة بسلام وفي اليوم التالي دق الهاتف... لكنني كنت هناك حيث عربة التسالي.. عرفت بعد قليل بوشاية إحدى شقيقاتي بمكان عملي... وتشاء الأقدار أنها تسكن بجوار الحديقة... حين توقفت عربة (في وقتها من نوع الفيات) وأطلت منها أمل... طلبت طلبها وحين هممت بإعطائها الطلب من شباك السيارة... فتحت بابها ونزلت.. طاطأت رأسي خجلا... لتطلق ضحكتها وتطلب المزيد من التسالي... أضع ما تطلبه خارج القرطاس وهي تضحك... القرطاس لازال فارغاً... من بعيد يراقبنا كرياكو... قدم إلينا... أعطاها وردة وأعطاني مثلها... قال (إصخى خبيبي) وهو يضحك وأنا وهي. كانت آخر مرة أراها بقربي. كنت فقط أراها في سيارتها ولم تشتر مني مرة أخرى. دون أمل قلت لقلبي (أرقد بسلام).

- محمد يوسف