بصمة

ما أكثر هموم الدنيا، وما أطول أحزانها، لا يفيق المرء فيها من هم إلا إلى هم، ولا يرتاح من فاجعة إلا إلى مثلها، ولا يزال بنوها يترجحون فيها ما بين صحة ومرض، وفقر وغنى، وعز وذل، وسعادة وشقاء، فإذا صح لكل مهموم أن يمقت حياته، ولكل محزون أن يقتل نفسه، خلت الدنيا من أهلها، واستحال المقام فيها، بل استحال الوفود إليها، وتبدلت سنة لله في خلقه، ولن تجد لسنة لله تبديلاً.

- «المنفلوطي»