خادم الحرمين الشريفين.. وعودة قطر

محمد المسفر

لم يكن خبر اجتماع قادة دولنا الخليجية الخمس الذين اجتمعوا في ضيافة مليكنا المخلص أبي متعب، لم يكن خبراً مفرحاً للشعوب الخليجية فحسب، بل كان بشرى سرت أصداؤه عبر المحطات ووكالات الأنباء لكافة الأقطار، فكانت الفرحة والبهجة التي غمرت أبناء الخليج، وأعطى هذا الخبر المفرح رونقاً إضافياً لدورة الخليج الرياضية المقامة حالياً بالرياض.

لقد كان كل خليجي في ترقب لنتائج هذا الاجتماع المفصلي في حياة ومسيرة أهل الخليج ومجلسهم الذي يعقدون عليه آمالهم وطموحاتهم، وتابع الجميع البيان الصادر في ختام اجتماع القادة الخمسة نحو تصحيح مسار المجلس وما اعترضه من عقبات، ولقد ترجمت دولة قطر وقادتها هذه الروح الوطنية وهذه اللُحمة الخليجية التي يفترض أنها لا تنفك من بعضها البعض، وكعادة الإخوة الذين لا يقبلون أن تدوم بينهم الخلافات أو ينال من تماسكهم الأعداء فالهدف واحد والمصير واحد ودولهم كيان واحد لا انفصام فيه ولا اهتزاز، إنها نظرة الكبار من القادة الأوفياء لشعوبهم الحريصين على مصلحة بلدانهم.

إن دولة قطر وهي تعود للحضن الخليجي الواحد والرقي بمسيرة مجلس التعاون التي مضى عليها أكثر من ثلاثة عقود وهي مستمرة في تطور نحو البناء والتقدم، وجميل أن يصرّ قادتنا على تخطي هذه الصعاب لتعبر سفينة المجلس عباب البحر ولا تغرق في صغائر الأمور، لأن الرجال الكبار وهممهم قادرون على تخطي هذه المخاطر.. إن شعوبنا الخليجية لم يكونوا متشائمين أو خائفين مع بداية الأزمة لأنهم واثقون من حكمة وبصيرة قادتهم الذين بلا شك سيصلون إلى حلول لهذه المشاكل وهذه التباينات التي عادة ما تطفو إلى السطح في أي عمل سياسي أو تكتل إقليمي، وهذا ما حصل وأُعلن من قصر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - رعاه الله - الذي كان طيلة الأزمة متابعاً ومواكباً لها مع إخوانه قادة دول الخليج.. فشكراً سيدي أبا متعب لبُعد نظره وثاقب بصيرته في إصراره على اللُحمة الخليجية ومساعيه الخيّرة لإنجاح هذا التوافق الذي سيُسجل للخليج ودوله.. وشكراً لكل دول الخليج على حرصها وتعاضدها وتلاحمها وانصهارها في جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

والله نسأل أن يُوفق قادتنا لما فيه خير شعوبهم واستقرار دولهم ونصرهم على أعدائهم، كما نسأله سبحانه أن يوفق شعوبهم ويزيد من لحُمتهم وتضامنهم مع قادتهم ضد أعدائهم، وأن يجعل اجتماع القمة القادم في الدوحة بداية لتعزيز مسيرة مجلس التعاون، وأن يتمخض عن قرارات تصب نتائجها في تقوية بنيانه ومصالح شعوبه.

- رئيس مركز الجريفة بشقراء