21-11-2014

التشجيع و الانحياز الرياضي عند العرب الأوائل

كانت المجتمعات العربية و المسلمة ذات بيئة وفضاء خصب لوجود الممارسة الرياضية وحضورها ألعاباً وفعاليات، فردية و جماعية و ترويحية.

ولذلك أرتبط أفراد تلك المجتمعات بألعاب ومناشط الرياضة لظروف الحياة والمعاش في البيئة والجغرافية و الاجتماعية والتاريخية التي تحويه.

وأزدازت هذه الأهتمامية في ظل المجتمع المسلم الذي رعى وحث على أمتلاك هذه المهارات الرياضية البدنية لما لها من إيجابيات على الفرد والمجتمع في عبادته وعونه على العمل والإنتاج و العطاء لنفسه ومجتمعه.

ولهذا تعددت ألعاب ومناشط الرياضة، وتعددت، وبات لكل لعبة ممارسوها والمتحمسون لها. وبلغت هذه الاهتمامية مستوى: التنافسية الجماهيرية.اي : أن لكل لعبة جمهورها وعشاقها والمولعون والمتحمسون لها. ونشأ عن ذلك نشوء (الانحياز الرياضي) الذي تمثل في تفضيل لعبة عن لعبة،والغدر عليها بالمديح و الترويح...ولدرجة حسم تفصيلها عن غيرها من الألعاب، من خلال عمل المقارنات بينها وبين ألعاب أخرى،لتبيين مميزاتها و فضلها عما سواها. وقد يصل هذا الانحياز للعبة الرياضية إلى اللجؤ للحجج والأقوال الفقهية في ترجيح فضل هذه اللعبة عن تلك،وربما إلى التكرية والدعوة لمنع ممارسة اللعبة المنافسة لمصلحة اللعبة المفضلة. وقد يصل الأمر إلى استخدام أحاديث نبوية غالبا ما تكون من الأحاديث الموضوعة أو من المرويات المكذوبة لدعم الحجة في سبيل تفضيل اللعبة المفضلة!

ظهرت أدبيات ثرية عنت بالتشجيع والانحياز الرياضي للعبة الرياضية، وكتب التراث العربي تمتلئ بكم هائل من الشعر والرسائل والمفاضلات بين ألعاب وأدوات رئيسية لألعاب رياضية.

وغالباً ماتجد انحيازية الكاتب أو الشاعر لهذه اللعبة او لتلك، لا تخلو من المبالغة والمفاخرة المتباهية والغلو في تفضيلها عن سائر الألعاب والمناشط. وقليلا ما تكون المفاضلة متعادلة.

هذا التشجيع، مهما بلغ انحيازه..يبقى «نظيفا»، يتقيد بآداب وأخلاقيات تجعل هذا التشجيع للعبة والمناشط في حدود الفخر و المفاخرة والزهو، لا تمس ولا تقدح بالأشخاص والأعراق ولا تنشر التعصب والتعصبية.

turkin@windowslive.com

مقالات أخرى للكاتب