في بيئات صحراوية وجبلية وساحلية

قطاعات من وزارتي الدفاع والداخلية في تمرين «نمر 3» وبمشاركة قوات فرنسية

الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - فيصل الزير - عبدالله الحمود - مالك المطيري:

انطلقت فعاليات التمرين السعودي الفرنسي المشترك المختلط (نمر3) في حفل افتتاح شهدته مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية بتبوك صباح أمس، حضره من الجانب السعودي كل من قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء الركن سعد بن عبدالله القرني، وعدد من القيادات ممثلي القطاعات المشاركة من القوات الجوية الملكية السعودية والقوات البحرية الملكية السعودية وحرس الحدود وقوات الأمن الخاصة وممثلي جهات مشاركة أخرى، ومن الجانب الفرنسي حضر اللواء بلير فاك، المساعد للعلاقات العامة الدولية للقوات الفرنسية، والوفد المصاحب.

استهل الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبتها كلمة قائد القوة المشتركة المختلطة لتمرين (نمر3) اللواء الركن محمد بن عبدالله القحطاني رحب في مستهلها بالحضور، «باسم كافة المشاركين في تمرين (نمر 3) من الجانب السعودي نحييكم ونرحب بكم أجمل ترحيب في مقر انطلاق فعاليات تمرين (نمر3) قيادة لواء القوات الخاصة 64».

وقال إن «هذا التمرين هو تمرين عمليات خاصة مختلط مشترك حيث يشارك فيه إلى جانب وحدات المظليين والقوات الخاصة بالقوات البرية قوات العمليات الخاصة الفرنسية، والقوات الجوية الملكية السعودية، والقوات البحرية الملكية السعودية، ووزارة الداخلية ممثلة بقوات الأمن الخاصة وحرس الحدود، وجهات أمنية أخرى».

وأضاف اللواء القحطاني: «وسوف ينفذ التمرين هذا في بيئات مختلفة /صحراوية، جبلية، ساحلية، مبنية/ وبيئات أخرى هي من أهم البيئات التي تنفذ القوات الخاصة فيها مهامها».

وعن نوعية عمليات التمرين قال اللواء القحطاني: «وحيث إن هذا التمرين يضم في جنباته وحدات مختلفة من كافة القطاعات العسكرية، نجدها فرصة جيدة لخلق واقع عمليات خاصة ذات طابع خاص تشترك فيه لأول مرة هذه الوحدات وبهذا الحجم، كما نجدها فرصة كذلك للمشاركين من هذه القطاعات ليتم من خلال هذا التمرين توحيد المفاهيم والإجراءات في هذا الجانب التي تجمعهم في حال -لا سمح الله- تهديد أمن بلدنا العزيز وتهديد موارده».

وفي ختام كلمته دعا اللواء القحطاني «الله العلي القدير أن يحمي بلدنا من كل شر، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة، وأن يحفظ جميع المشاركين خلال تنفيذ مراحل التمرين من كل مكروه.

وفي بداية كلمته أشار اللواء بلير فاك، المساعد للعلاقات العامة الدولية للقوات الفرنسية، إلى أنه «بعد بضعة أيام قضيناها معكم أرى اليوم بوضوح مدى الأشواط التي قطعناها معاً منذ التمرين (نمر1) عام 2010».

مؤكداً أن «التمرين (نمر3) الذي سنقوم بتنفيذه خلال الأسابيع الثلاثة هذه هو دليل عظيم على مدى الثقة الكاملة في القوات الخاصة السعودية، وأنا شاهد على ذلك على أنها تمتلك خبرة عملياتية لا شك فيها، وسيتضح ذلك لجميع الوحدات والقوات المشاركة في تمريننا هذا».

وأعرب اللواء فاك عن امتنانه للواء الركن سعد بن عبدالله القرني، قائد المنطقة الشمالية الغربية «وأشكره على حسن استقباله لجميع المشاركين في التمرين.

كما أود أن أشكر جميع قادة المناطق العسكرية على مساعدتهم وتفهمهم الكامل الذي يسمح لنا بتنفيذ التمرين على جميع التراب الوطني الواسع النطاق بالمملكة».

وكشف اللواء فاك عن أنه «في هذا المغزى بالتحديد، ستتم البرهنة على ميزات القوات الخاصة، خلال التمرين (نمر3) عبر الاكتفاء الذاتي العملياتي وهو العنصر الأساسي في العمليات الخاصة.

والدليل على ذلك إمكانية التعامل مع أهداف مختلفة بعد الانتشار الاستراتيجي في العمق».

وأوضح اللواء فاك أن «التمارين الثنائية هذه بين القوات الخاصة، تُعَدّ من الخطوات الأساسية في التعاون العسكري بين البلدين، وذلك على المستوى التكتيكي».

واختتم اللواء فاك كلمته بقوله: «مرة أخرى أقدم لكم الشكر وأحيي علمي البلدين».

بعد ذلك أعلن قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء الركن سعد بن عبدالله القرني افتتاح التمرين، تلاه مرور مجموعة من الطائرات العمودية من طيران القوات البرية وطيران الأمن الداخلي المشاركة في التمرين، ثم بدأ اللواء القرني والضيوف جولة تفقدية على الوحدات المشاركة والمعدات المستخدمة في التمرين.

وفي تصريح لوسائل الإعلام أوضح اللواء الركن محمد عبدالله القحطاني قائد القوة المشتركة المختلطة أن «تمرين (نمر3) هو النسخة الثالثة من تمرين (نمر) وهو قائم بين القوات الخاصة الفرنسية والقوات الخاصة بالقوات البرية الملكية السعودية، إلا أنه في النسخة الثالثة من التمرين تشترك وحدات من وزارة الداخلية، وكذلك وحدات أمنية أخرى، ويهدف التمرين هذا إلى إيجاد توافق في المفاهيم الخاصة بين الوحدات المتشابهة في الوزارات وفي وزارة الدفاع، وتوحيد إجراءات المفاهيم الخاصة على أهداف خاصة.

« وأوضح اللواء القحطاني في تصريحه أن التمرين «سينفذ من خلال ثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى لمدة أسبوع كامل إن شاء الله يتم فيه التدريب اليومي بشكل مكثف ما بين هذه العناصر بكافة أشكالها على جميع التخصصات الخاصة، ومن ثم يجسد هذا الأسبوع في تمرين يحضره كبار الشخصيات إن شاء الله وسوف يكون في شرما، وهذا التمرين يجسد التوافق الذي تم ما بين هذه الوحدات، وسوف يكون هناك إن شاء الله تمرين كبير يجسد هذا الموضوع يحضره كبار الشخصيات.

المرحلة الثالثة من التمرين لمدة أسبوع بعد تمرين كبار الشخصيات الذي سينفذ في شرما، سوف ينفذ في مناطق بعيدة على أهداف بعيدة، والهدف من هذه المرحلة، هو مدى استجابة القوات الخاصة في مباشرة الأهداف بعيدة المدى، وتكون على مستوى مدى إمكانية القوات الخاصة في الانتشار والسرعة والقيادة والسيطرة على هذه المجموعات لإنجاز مهامها».

وعن أهداف التمرين قال اللواء القحطاني في تصريحه إنها «فرصة حقيقية لجميع هذه العناصر المشاركة سواء كانت من وزارة الدفاع أو من وزارة الداخلية بجميع المشاركين، وكذلك الأصدقاء من الجانب الفرنسي حتى يتم وضع إجراءات واستجابة سريعة وتوحيد مفاهيم ما بين هذه الوحدات إن شاء الله نخرج بها من خلال هذا التمرين إن شاء الله بصورة أوضح».

وتوقع اللواء القحطاني أنه «خلال مرحلة تنفيذ هذا التمرين، من مستوى التخطيط الذي شاهدته، أو الذي سبق تنفيذ تمرينه وهو تقريباً شهر كامل، وإن شاء الله هذا اليوم هو بداية إنجاز هذه الجداول أو التفاعل مع جداول التمرين».

وعن سؤال بشأن المعدات المشاركة في العرض وما إذا كانت هذه المعدات هي نفسها التي ستشارك بها القوات الخاصة في هذا التمرين، أفاد اللواء القحطاني بأن «كافة المعدات والتجهيزات والأسلحة التي تم مشاهدتها سوف تفعَّل إن شاء الله خلال مراحل هذا التمرين، وهذا أحد الأسباب، مدى إمكانية تفعيل هذه المعدات كل معدة فيما يخص واجباً أو مهمة معينة، وتفعيل نوع هذه المعدة بما يتوافق مع واجب الوحدة، حتى يتم تبادل أدوار في كافة الوحدات المختلفة، بالأسلحة والتجهيزات المختلفة التي شاهدتموها.

بالطبع كل وحدة لديها أجهزة مختلفة حسب ما يتوافق مع أداء مهامها وأداء واجباتها، وحاولنا في هذا التمرين من خلال السيناريوهات التي وضعت وتخطيط التمرين، أن يفعل نوع الوحدة بكافة التجهيزات والمعدات المختلفة التي تمت ملاحظتها».

وفي رد على استفسار بخصوص مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية والطيران بأفرع القوات المسلحة ووزارة الداخلية، أجاب اللواء القحطاني قائلا: «هذه مشاركة كبيرة جداً والحمد لله كان هناك توافق بين كافة القطاعات، بالنسبة للقوات الجوية شاركت بطائرات عمودية وطائرات مقاتلة من نوع تايفون وطائرات سي 130. وبالنسبة لطيران وزارة الداخلية كذلك مشارك وموجود الآن في تبوك، وسوف يقوم بمهام تدريبية يومية، والطيران العمودي للقوات البحرية كذلك مشارك.

الأساس بالنسبة لطيران القوات البرية هذا هو أساس المشاركة بالنسبة للقوات الخاصة، وسوف تشارك إن شاء الله طائرات القوات البرية بعدد اثنتي عشرة طائرة (بلاك هوك)، وطائرات أباتشي، إن شاء الله سوف تفعّل في التمرين، وكافة الطائرات العمودية أو النقل أو المقاتلة وضعت لها سيناريوهات محددة بأدوار محددة خلال فترات تنفيذ التمرين إن شاء الله».

وعما إذا كانت القوات الفرنسية شاركت بطائرات، أجاب اللواء القحطاني قائلاً: «نعم ستشارك القوات الفرنسية بطائرات نقل (C160) وكذلك طائرات (غازال) خفيفة للقناصة والمقاتلة الهجومية الخفيفة، وكذلك الـ(كاراكال) سوف تشارك إن شاء الله في التمرين بأعداد جيدة».