26-11-2014

زمن العناية بالتراث الحضاري للوطن

كان مساء الأحد الماضي موعداً لعشاق التراث الحضاري كي يلتقوا في رحاب جامعة الملك سعود والمشاركة في حفل تدشين الملتقى الأول للتعريف بمشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري للمملكة والاستمتاع بمحتويات المعرض المصور المصاحب لفعاليات الملتقى.

وقد سعدتُ بحضور حفل الافتتاح وعرفت الكثير عن هذا المشروع العملاق الذي نأمل أن يسهم في الحفاظ على تراثنا الحضاري ويقدم صورة جميلة متحضرة عن بلادنا في الأوساط الثقافية في كل مكان بالعالم.

وقد انطلق هذا المشروع الثقافي الكبير بعد موافقة مجلس الوزراء وصدور قراره بتاريخ 12-3-1435هـ، متضمناً الأهداف الآتية:

تعزيز معرفة المواطن بتاريخ الوطن وملحمة تأسيسه.

تأهيل وتشغيل المباني والقصور التاريخية للدولة في عهد الملك عبدالعزيز.

حماية الآثار والمحافظة عليها وعرضها محلياً ودولياً واستعادة ما نُقل منها إلى الخارج بطرق غير مشروعة.

العناية الخاصة بمواقع التاريخ الإسلامي.

تهيئة وتأهيل المواقع الأثرية والطرق التاريخية وتوظيفها في التنمية الشاملة.

إنشاء وتطوير المتاحف في المناطق والمحافظات وتشغيلها.

تنمية القرى التراثية ومراكز المدن التاريخية والأسواق الشعبية.

المحافظة على مباني التراث العمراني.

تنمية الحرف والصناعات اليدوية.

ومن المتوقع أن يترتب على تصاعد العمل في مسارات المشروع مكاسب وطنية وعربية وإسلامية عظيمة لأن تاريخنا هو تاريخ العرب والمسلمين. وعلى سبيل المثال، فإن المسار الأول، وهو مسار العناية بمواقع التاريخ الإسلامي يتضمن:

مشاريع تأهيل مواقع الغزوات الكبرى (بدر وأحد والخندق).

مشروع تطوير موقعي غار حراء وغار ثور.

مشروع متحف الغزوات الكبرى.

مشروع تأهيل مواقع الآبار التاريخية.

مشروع تأهيل المساجد التاريخية.

مشاريع تأهيل مواقع الأحداث التاريخية المهمة.

كما أن هناك مساراً لتهيئة المواقع الأثرية والتراثية والطرق التاريخية يتضمن، ضمن أشياء أخرى، تأهيل طريق الهجرة وطريق توحيد المملكة ودرب زبيدة وطريق الحج الشامي وطريق الحج المصري وطريق الحج اليمني ومشروع تأهيل المواقع المسجلة والمرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي. يضاف إلى ذلك مسارات ثرية أخرى تتعلق بتطوير وتأهيل المتاحف والأماكن الأثرية في مختلف مناطق المملكة بلا استثناء.

أعتقد أن هذا المشروع الثقافي الحضاري الكبير الذي عملت الهيئة العامة للسياحة والآثار على خروجه إلى النور سوف يكون له أكبر الأثر في إنقاذ آثارنا ومكتسباتنا التراثية عبر التاريخ مما سيؤدي إلى تعزيز الصورة الذهنية عن بلادنا في العالم وخاصة في أوساط المثقفين وعموم المهتمين في الجوانب التي يتضمنها المشروع. ومن المفرح أن بعض مسارات المشروع قد بدأت بالفعل، وبعضها قطع شوطاً في التنفيذ او الدراسة؛ وكل ذلك يدعو إلى التفاؤل بأن تتبوأ بلادنا المكانة التي تستحقها في هذه الجوانب الثقافية الحضارية.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب