خادم الحرمين وسعيه الدؤوب لجمع الكلمة ولم الشمل

محمود أحمد مُنشي

إن ما يحمله الملك المبارك عبد الله بن عبد العزيز من هاجس وحرص كبيرين في قلبه ووجدانه وما أفضى به وفقه الله في اتفاق الرياض التكميلي بحضور إخوانه قادة مجلس التعاون الخليجي في إنهاء وتبديد كافة ما يعتري هذا اللقاء من أسباب الخلافات الطارئة بين الأشقاء لبدء صفحة جديدة لمسيرة العمل المشترك لكل ما من شأنه مصلحة شعوب الخليج والشعوب العربية والإسلامية، التي تؤكد على أمر مهم جدًا هو مصالحها العليا وأن تكون وسائل الإعلام تعمل جنبًا إلى جنب مع ما تقتضيه المصلحة وأن تكون معينة لها لتحقيق الخير وتقوية اللحمة ودافعة للشر. إن الاتفاق التاريخي الذي تم في بيت العرب الكبير (الرياض) حرص الجميع على وضع إطار شامل لوحدة الصف وتوحيد الكلمة ونبذ الخلاف في مواجهة التحديات التي تعترض طريق أمتينا العربية والإسلامية، وتوثيق هذا النسيج المتين الذي يربطنا؛ لأن مصيرنا واحد وإننا إن شاء الله كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا ولن تستطيع تلك الأبواق الفارغة ولا الرياح العاتية اختراق جدارنا، الملك المبارك رعاه الله لن تغمض له عين ولا يرتاح له بال حتى يطمئن على أبناء شعبه وحتى إخوانه العرب والمسلمين؛ لأن هذا الإنسان تربى في مدرسة والده المؤسس - طيب الله ثراه- الذي غرس فيه النبل، والشيم والفضائل.... يسعى دومًا - حفظه الله- في لم الصف وجمع الكلمة، وما تمخض عنه ذلك اللقاء الأخوي الحميم من إعادة الأمور إلى سابق عهدها مع الشقيقة قطر، وإيمانًا بالدور الكبير الذي تلعبه جمهورية مصر العربية الشقيقة والدور الذي تضطلع به فلقد أكدوا في هذا الاتفاق على وقوف الجميع إلى جانب مصر وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء.

ناشد الملك المفدى -رعاه الله- مصر شعبًا وقيادة للسعي في إنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن العربي كما عهدناها دائمًا عونًا وداعمة لجهود العمل العربي المشترك.

وأعرب الملك المبارك أنه على يقين بإذن الله أن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي نهدف من ورائه بحول الله إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه فالحكمة ضالة المؤمن.

يجدر الإشارة إلى أن مصر أعلنت عن تجاوبها الكامل مع دعوة خادم الحرمين الشريفين للم الشمل العربي وإنها إذ تعرب عن ثقتها الكاملة في حكمة الرأي وصواب الرؤية للملك المفدى وتثمن وتقدر جهوده الدؤوبة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية ومواقفه الداعمة والمشرفة إزاء مصر وشعبها، وإن مصر شعبًا وقيادة على يقين وثقة كاملين من أن قادة الرأي والفكر والإعلام العربي سيتخذون منحى إيجابيًا وبناءً لدعم وتعزيز وترسيخ هذا الاتفاق.

وقد أعرب عدد من المسؤولين من الأشقاء أن خطاب خادم الحرمين الشريفين دائمًا ينبع من إنسان صادق ومحب لوطنه وأشقائه وأصدقائه وحرصه على هذا الكيان من أجل تطويره إلى ما هو أفضل وأحسن وبلا شك أن الملك المفدى لا يألو جهدًا ولا يدخر وسعًا في هذا الجانب الأخوي بدعمه بكل الوسائل لكي ينهض بمسؤولياته شامخًا عزيزًا وأن تلك المبادرات والجهود الكبيرة في لم الصف سواءً في الإطار الخليجي أو الإطار العربي وما يقوم به رعاه الله من جهود حثيثة تلقى الثناء والتقدير وحتى على المستوى الدولي.

أدام الله عزك يا بلادي، أدامك يا بلاد الحرمين الشريفين مهوى أفئدة الناس، يقصدك الحجاج والمعتمرون والزوار قبلة الإسلام والمسلمين، يتجه إلى الكعبة المشرفة المسلمون خمس مرات في اليوم، فيك مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدامك بيت العرب الكبير، يلتقي على ثراك الطاهر الاخوة الأشقاء والأصدقاء، يمضي قدمًا قادتنا الأوفياء لكل ما فيه خير وما يعود على أمتينا العربية والإسلامية بالنفع والفائدة، إنهم رجال نذروا أنفسهم لخدمة دينهم وأوطانهم وإخوانهم وحفظهم الله عزّ وجلّ وسدد على دروب الخير خطاهم.