تكريم المميزين.. لفتة فَطِنة من سمو وزير التربية والتعليم

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة -حفظه الله-

السلام عليكم

طالعت في صحيفتكم الغراء توجيه وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مديري إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات بإبراز جهود وتكريم المميزين من منسوبي الوزارة (شاغلي وشاغلات الوظائف التعليمية و الإدارية والطلاب والطالبات)، اعتباراً من النسخة السادسة لجائزة التميز في العام المقبل. وأوضح وكيل الوزارة للتعليم المشرف العام على جائزة التربية والتعليم للتميز الدكتور عبد الرحمن البراك أن سمو وزير التربية والتعليم اعتمد العمل على تكريم المميزين من مديري التربية و التعليم ومديري ومديرات إدارات قطاعات الوزارة كل عام وفق معايير جائزة التربية والتعليم، ويرشح منهم للتكريم على مستوى الوزارة وفق آلية الجائزة ودليلها التنفيذي وبرنامجها الزمني، وقيام إدارات التربية والتعليم بتكريم المميزين من مديري ومديرات إداراتها وأقسامها ومكاتب التربية والتعليم والمدارس على مستوى الإدارة التعليمية كل عام وفق معايير جائزة التربية والتعليم.

وأضاف أن الأمير خالد الفيصل اعتمد قيام مكاتب التربية والتعليم للبنين والبنات بتكريم المشرفين المميزين والمشرفات المميزات كل عام وفق معايير الجائزة، ويرشح منهم للتكريم النهائي على مستوى الوزارة ، وأن تقوم إدارات المدارس للبنين والبنات بتكريم منسوبيها وطلابها وطالباتها على مستوى المدرسة.

وأقول مستعيناً بالله إن هذه لفتة جديدة تعكس الرؤية الإدارية العميقة لسمو وزير التعليم وعلمه بمفاتيح التنمية الحقيقية متمثلة في العنصر البشري، إذ يركز خبراء التربية على التحفيز كأحد العوامل الرئيسة لرفع مستوى الأداء المعرفي والمهاري.

وتذكر الدكتورة بربارا ديفيز في جامعة كاليفورنيا، أن الطلبة يمتلكون الحماس للتعلم، لكن التعلم الفعال يعتمد بشكل كبير على قدرة وكفاءة المعلمين، وأعضاء هيئة التدريس، وهو ما يشكل تحديا كبيرا لهم، يلقي بظلاله على جودة المخرجات التعليمية. وتؤكد على أنه لا توجد صيغة سحرية محددة لتحفيز الطلبة، لأن هناك عوامل كثيرة تؤثر فيه؛ كدوافع الطلبة للتعلم ومثابرتهم عليه، ومدى وعيهم بأهمية ما يتعلمونه، ورغبتهم في تحقيق التفوق؛ ولذلك فمن البدهي أن يختلف تأثير التحفيز على الطلبة باختلاف مستوى هذه العوامل.

وأوردت الباحثة عددا من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد المعلمين والأساتذة على الوصول لأفضل مستويات التحفيز الإيجابي، كالانطلاق من الاحتياجات، حيث أثبتت الدراسات بأن الطلبة يتعلمون بشكل أفضل عندما تراعى احتياجاتهم ورغباتهم النفسية والتعليمية. كما أن تشجيع مشاركتهم في العملية التعليمية، وتقييم ما يحصلون عليه من معلومات ومهارات خلال الحصص والمحاضرات، يمكن أن يحفزهم للتعلم بفعالية، وتحقيق أفضل النتائج.

وقد ركزت الباحثة على أهمية تشجيع التحفيز الذاتي لدى الطلبة، ودوره في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وبقدرتهم على التحصيل والتفوق، وهو ما يمكن أن يتحقق بحرص المعلم، وعضو هيئة التدريس على عدم التعامل بفوقية مع الطلبة، وإظهار الأفضلية عليهم باستخدام صيغ الأمر والنهي، والتهديد بالدرجات، أو بخلق جو من القلق والمنافسة الشديدة بينهم كأفراد، في الوقت الذي يمكن تحقيق نتائج أفضل بالتعامل معهم بإيجابية، وترسيخ ثقافة المشاركة، والعمل بشكل تعاوني كمجموعات.

ومن الاستراتيجيات المهمة لتعزيز ثقافة التحفيز الإيجابي لدى الطلبة، توعيتهم بما لهم وما عليهم، وما المطلوب منهم منذ بداية الفصل الدراسي، وخاصة ما يتعلق بالمتطلبات، والتعليمات الإدارية والأكاديمية التي تنظم دراستهم، واحتياجاتهم التعليمية والتدريبية طوال مدة بقائهم في المدرسة، أو الجامعة.

أيضا التميّز الدراسي والتفوّق العلمي أو تحصيل المراتب الأولى في الامتحانات الرسمية، كلمات تكاد تختصر تطلّعات وهواجس الأهل وتُلامِس بعمقها آمال الطلاب. فمفهوم التفوق الإنساني العام أنّه درجةٌ من الإتقان المرتفع للقدرات العقلية التي تظهر من خلال المهارات، والتي يتم تطويرها بشكل منتظم من خلال الأنظمة والمؤثرات الداخلية للفرد والمؤثرات الخارجية المحيطة به.

وهناك أشخاص برزوا في الحياة أو على مرّ التاريخ وكانت لهم بصماتهم التي استطاعوا من خلالها أن يُحدثوا تغييراً ما في حياة الناس خاصة، والبشرية والتاريخ عامةً. على هذا الأساس، يمكننا القول إن للمتفوّقين بصمة بارزة في تغيّر المجتمعات وتطورها. فالمواهب في البداية تكون قُدرات خاماً أو مكوّنات أساسيّة لتشكيل التفوّق لاحقاً. وفي حال حصول الطالب على المؤثرات الإيجابيّة الداعمة لنموّ وتطوّر تلك المواهب، يسير في درب التفوّق. فالطالب لا يمكن أن يكون متفوقاً ما لم يكن موهوباً، حيث إنه من الممكن للموهوب أن لا يكون متفوقاً.

ويبقى العنصر الفارق في هذا كله أن يقيم هذا الجهد بالمكافأة والتحفيز، فإن اختلف الحافز من طالب لطالب ومن معلم لمعلم ومن موظف لموظفئ، إلا أن المكافأة والجائزة تبقى حافزاً مشتركاً بين الجميع. ما يجعلنا نشكر لسمو وزير التربية والتعليم لفتته المثمرة إن شاء الله.

الجوهرة حمد - الرياض