30-11-2014

خسرنا.. وماذا بعد؟

لا أحد يستطيع الجزم بأن خسارة بطولة لا تعني سوى الجماهير التي ذهبت باكراً إلى مدرجات ملعب الملك فهد الدولي، والتي عادت تملؤها الحسرة، بل إن هناك العديد من الجماهير خلف الشاشات، من مهتمين ومسؤولين، يشعرون بالأسى لخروج منتخب بلدهم مهزوماً. ولكن من المعيب أن يتحدث أحد المحللين بكل صفاقة متهماً الجمهور بأنه السبب في خسارة البطولة؛ وذلك لعدم حضوره بشكل كبير، ودعمه للاعبي المنتخب، متناسياً العبث مراراً بتشكيلة المنتخب، وتغييرها من شهر إلى آخر، بل من مباراة لأخرى، متناسياً من لا يمتلك القدرة على قراءة المباراة، متناسياً من لا يقدر على اختيار اللاعبين الذين سيجري تبديلهم، وتحديد مراكزهم.. وهكذا!

نعم خسرنا نهائي خليجي 22 أمام المنتخب القطري الشقيق، وماذا في ذلك؟ فالخسارة ليست نهاية العالم، بل هي الخطوة الأولى لتصحيح المسار، ولكن لن يتم ذلك إلا بقراءة ما تحقق للمنتخب خلال السنوات الماضية، وما يجب فعله فوراً، سواء على مستوى تغيير المدرب، واختيار شخصية تدريبية قيادية، تمتلك زمام التدريب، وتضع التشكيلة من واقع متابعة أسبوعية منتظمة لمباريات المنتخب.. شخصية تحظى بثقة المسؤولين على الرياضة، وتُمنح السلطة والمسؤولية عما يتحقق للمنتخب من إنجازات منتظرة!

أتمنى من الدارسين في مجال الرياضة التوصل إلى إحصاءات وبيانات رقمية مفيدة، كعدد اللاعبين الذين مثلوا المنتخب خلال سنين فقط، ومقارنتها بمنتخب عقد التسعينيات مثلاً. لدي شعور بأن عدد اللاعبين الذين دخلوا المنتخب وخرجوا منه، خلال العامين الماضيين، يفوق عدد اللاعبين المعتمدين في منتخب التسعينيات، أو ما قبل ذلك. فقط كانت الأسماء معروفة لدى الجمهور الرياضي، لسنوات طويلة؛ فهي بلا تغيير إلا في حالات نادرة!

ولم يكن الأمر بهذا الشكل فقط، بل كان مدرب المنتخب يتابع اللاعبين في جميع الأندية، حتى في مسابقات الدرجة الأولى، وكانت الفرصة متكافئة لجميع اللاعبين، في مختلف الأندية والدرجات.. فمثلاً، مثَّل المنتخب لاعب نادي الكوكب بالخرج، شايع النفيسة، في وقت مبكر، كما اختير اللاعب منصور الموسى، لاعب نادي النجمة بعنيزة، للعب في منتخب الوطن. لقد كان المنتخب للوطن بمناطقه المختلفة، وللجميع حق الانضمام إليه، والتشرف بارتداء قميصه. أما ما يحدث الآن فهو عمل غير جاد، وغير مسؤول، والمدرب الحالي لا يعمل بشكل يرضي أحداً. والغريب أنه رغم السخط تجاهه من جميع التيارات والاتجاهات والميول إلا أنه لم يزل مدرباً للمنتخب حتى كتابة هذه السطور!

هل الخلل في المدرب، أم في اتحاد الكرة، أم في غيرهما؟ لماذا لا يتحدث أحمد عيد عن الخلل، وأين يكمن؟ نحن لن نتقدم في أي مجال من مجالات الحياة طالما لم نمتلك الجرأة والشفافية لنكشف أوراقنا. فهذا الصمت الغريب قاد الرياضة لدينا، وبخاصة كرة القدم، إلى المزيد من التردي!

مقالات أخرى للكاتب