Sunday 30/11/2014 Issue 15403 الأحد 08 صفر 1436 العدد
30-11-2014

عودة إلى الاتحاد 2-2

اجتماع القادة في قمتهم القادمة بالدوحة في دولة قطر الشقيقة بين التاسع والعاشر من شهر ديسمبر القادم فرصة للانتقال بالمجلس من التردد إلى التصميم ومن التعاون إلى الاتحاد، كما هو مقترح الملك عبدالله، لأن الاتحاد غير التعاون من حيث دلالاته واطار عمله، وحجم المسؤوليات التي ستلقى عليه.

***

كما أن تعامل الاتحاد في ظل الخلل الأمني المتزايد وعدم الاستقرار في كثير من دول المنطقة، والخوف من أن تمتد أسبابه إلى دول المجلس أو بعضها، يصبح عند إقرار الاتحاد أكثر قدرة في تجنيب دولنا وشعوبنا من أي تقلبات خطيرة يكون مصدرها هذه الفوضى التي تسود كثيرًا من الدول المجاورة.

***

ولا يخامرنا أدنى شك في مباركة وتجاوب القادة لفكرة الانتقال بالمجلس من التعاون إلى الاتحاد، فقد رحبوا بالفكرة حين طرحها الملك عبدالله لأول مرة في خطابه الافتتاحي لقمة الرياض عام 2011م، وأكدوا عليها باجتماعهم التشاوري الرابع عشر، وكذلك في قمة الدورة الثالثة والثلاثين التي عقدت بالبحرين عام 2012م ومثلها قمة الكويت في دورتها الرابعة والثلاثين عام 2013م، وغيرها كثير، إن على مستوى اجتماعات القادة أو على المستوى الوزاري، بأمل تحقيق كيان قوي ومتماسك يلبي آمال مواطني دول المجلس.

***

وستبقى تطلعات مواطني دول مجلس التعاون حاضرة ومتفائلة مع كل مناسبة تثار فيها فكرة الانتقال بالمجلس من التعاون إلى الاتحاد، فهذا الحلم الجميل يجب الإسراع في وتيرة تحقيقه، وتذليل كل المعوقات التي قد تصطدم بها هذه الفكرة، وأن يصار إلى فتح الآفاق نحو تحديد العمل وتوسيع الصلاحيات والمسؤوليات للمجلس، وهو ما يحققه الاتحاد لا التعاون.

***

لقد تبنى القادة بحسب اعلان الرياض الذي صدر في العشرين من شهر ديسمبر عام 2011م مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وأكثر من ذلك فقد نص بيان إعلان الرياض إلى أنه بالاتحاد إنما تشكل دول المجلس كياناً واحداً يحقق الخير ويدفع الشر، وهذا ما يتطلع إليه مواطنو دول المجلس.

***

ويعلق وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بأن هذه الخطوة - أي الانتقال من التعاون إلى الاتحاد - من شأنها الدفع بالتعاون المشترك، والإصلاح الشامل، وتوسيع مشاركة المواطنين، وفتح آفاق أرحب لمستقبل مزدهر بمشيئة الله، والحفاظ على استقرار دول المجلس، وأمن شعوبه وحياته ومكتسباته، والتصدي لكل محاولات تصدير الأزمات الداخلية واثارة الانقسامات والفتن.

***

وإذا كان الوصول إلى مرحلة الاتحاد في صدارة اهتمام قادتنا كما يؤكد ذلك الأمين العام للمجلس الدكتور الزياني، وأن الهيئة المتخصصة التي قامت بدراسة المبادرة بتفويض من المجلس الأعلى قد أنجزت مهمتها بوضع الآليات والخطواط التنفيذية التي تحقق التكامل وصولاً إلى الاتحاد، فإن قمة الدوحة تبقي الأنظار مسلطة عليها بانتظار الإعلان عن قيام الاتحاد بين دول المجلس.

***

لقد حقق مجلس التعاون منذ إنشائه عام 1981م وحتى اليوم الكثير من الإنجازات، ومن المؤكد أن المتغيرات والمستجدات والحالة التي تمر بها منطقتنا تستدعي اليوم قبل الغد الانتقال من التعاون إلى الاتحاد، وبخاصة أن المبادرة قد أخذت من الوقت ما يكفي لدراستها ورفع التوصيات إلى المجلس الوزاري ومن ثم إلى القمة من قبل الهيئة المختصة التي وجه القادة بتشكيلها مباشرة منذ أن أعلن الملك عبدالله عن المبادرة، وتفويضه لها بدراسة المقترحات من كل جوانبها في ظل الآراء التي تم تبادلها بين أصحاب الجلالة والسمو.

***

وسيكون يوماً سعيداً ومشهوداً وتاريخياً، فيما لو صدر إعلان الدوحة الشهر القادم، ملبياً طموحات وآمال مواطني دول المجلس بالإعلان عن قيام الاتحاد، وفتح صفحة جديدة نحو مزيد من التعاون والشراكة بين الدول الست بعد طول ترقب وانتظار.

مقالات أخرى للكاتب