مع محمد بن حمد الماضي

عثمان بن حمد أباالخيل

العمل تحت إدارة وقيادة محمد بن حمد الماضي يعطيك الخبرة الإدارية والتعامل الإنساني، يعطيك بعد النظر والرؤية الواضحة. يعطيك الثقة بالنفس. يعطيك الشعور بالراحة والطمأنينة في عالم قلق سريع التغير اكتسبت منه الكثير حين كان مديراً عاماً للمشروعات لعملاق الصناعة شركة سابك في عام 1987 ميلادية. أحد عشر عاماً قضيتها تحت إدارته، سافرتُ بصحبته كثيراً في دول العالم. الترتيب والإعداد والنظام كانت من مزاياه الإدارية، التواضع والمحبة من مزاياه الإنسانية.

صنف ضمن أقوى أربعين لاعباً في قطاع الكيماويات لأربع سنوات متتالية (2007-2010م) وفقاً لمجلة «آي سي آي اس كيميكال بزنس». وفي العام 2009م حاز جائزة «بتروكيميكال هيريتيج» من الاتحاد الوطني لمصافي تكرير البتروكيماويات. وفي العام 2005م، حصل على لقب الرئيس التنفيذي للقطاع الصناعي في إطار جائزة «الرئيس التنفيذي للشرق الأوسط» السنوية. ليس غريباً من إنسان قيادي فالوطن يفتخر بهذا الإنسان القائد الإداري. اتخاذ القرار تتطلَّب استخدام الكثير من مهارات التفكير العليا؛ مثل: التحليل، والتقويم، والاستقراء، والاستنباط، ووجود فريق عمل مُتكامل وهذا الأمر من أولويات نهج واسلوب محمد الماضي.

إن نجاح الشركات الكبرى يعتمد على عناصر ومقومات كثيرة من أهمها وجود رئيس تنفيذي ومن خلال فهمه وتنفيذه للإستراتيجية الشركة وإدارتها ومعرفة معالم الطريق أثناء التنفيذ، يصبح قادراً على الحفاظ على مستوى أدائها بل ويعمل على تطويرها. كذلك وجود فريق عمل مكون من نواب الرئيس التنفيذيين مُلمين بالإدارة الحديثة. هذه العناصر وأخرى متوفرة في إدارة شركة سابك.

أقتبس: ( يقول ريدج إن القيادة لا تدور حول القائد، وإنما حول الذين يقودهم، أي لن يكون القائد ناجحاً إن لم يكن التابعون ناجحين، وبقدر ما ينجح التابعون ينجح القائد). محمد بن حمد الماضي رمز وقائد يحتذي في جميع مراحل القيادة الإدارية، واتخاذ القرار والتخطيط الإستراتيجي والبعد التسويقي. أعجز إن اكتبت عمّنْ تعلمت منه الكثير. ومن أقواله التي تحمل بعد إستراتيجي (أن الابتكار هو السبيل للازدهار الاقتصادي، ودعا إلى التعاون المشترك بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص لتأسيس «بيئة اقتصادية ابتكارية»). حُبي لشركة سابك جعلني أكتب رواية (سابك محبوبتي) بكل ما يحمل هذا العنوان من معني، ومن وجهة نظري الشخصية البحتة وحسب مستواي الوظيفي أحببت كتابة بعض ما اكتسبته وشربته من نهر سابك العذب بأسلوب أدبي وعلى شكل رواية عرفاناً مني وحبّاً وتقديراً حيث نقلت الصور الواقعية كما هي وترجمتها بلغة أدبية سهلة خالية من التعقيدات اللغوية والتعابير المزيفة الرنانة.

نهر سابك العذب ينبع من قيادات رجالاتها المخلصين في الماضي والحاضر، ومحمد الماضي مع احترامي للألقاب نهر مائه لا ينضب.

من أقوال الدكتور غازي القصيبي رحمة الله (الذين يعرفون فرحة الوصول إلى أعلى السلم هم الذين بدأوا من أسفله والذين يبدؤون بأعلى السلم لن يكون أمامهم إلا النزول). محمد بن حمد الماضي بدأ من أسفل السلم حين التحق بالشركة كمهندس كيمائي في عام 1976 ميلادية. ولا ننسي إنه بحث عن العمل في عدة جهات، أولها شركة سابكو، وحصلتُ على قبول من تلك الشركة براتب 3700 ريال، وكانت الوظائف في ذلك الوقت وفيرة، ثم انتقلتُ من شركة سابكو إلى أرامكو، وعملت مهندساً براتب يقارب الراتب الأول.. ثم رجعتُ إلى الرياض وذهبتُ إلى بترومين؛ لأن فيها بتروكيماويات، وعرضتْ عليَّ راتباً أقل من السابق.

أخيراً تعلمت الكثير من الرجل القيادي محمد الماضي، تعلمت حضور البديهة القدرة على الإقناع، الانتظام في العمل، البشاشة، اختيار القرار الصحيح، ضبط النفس والمزيد من قيم القيادة الإدارية.