30-11-2014

قراءة في كتاب: (سؤالات الأقوام لأنبيائهم في القرآن الكريم)

وصلتني نسختي من إهداء كتاب ابنة العم الجوهرة بنت ناصر الشثري، فشدّني - موضوعاً وعنواناً ومضموناً - ووجدته مناسباً للقراءة والتعليق، حيث يتناول السؤالات والأقوام والأنبياء في القرآن، وكل مؤلف يستمد قوته من مصادره وعلى رأس مصادر كتابنا القرآن كما يتضح ذلك من عنوانه، وهذا الكتاب العزيز لم ينزل للتلاوة فقط بل للتدبر والعمل وقصص الأنبياء مع أقوامهم وما جُوبهوا به من أسئلة واعتراضات لم تُورد للتندر والتسلية وتزجية الأوقات، وإنما للاعتبار والادّكار والوقوف على تلك العقليات وتلك النفسيات وفهم الطبائع البشرية التي مهما تمدّنت وتقدمت بها الحضارة، إلا أنها تظل متواشجة لحد بعيد مع الأسلاف الغابرين، فالأسئلة هي الأسئلة والاعترضات هي الاعتراضات والأشواق هي الأشواق وأصناف الناس في القبول للحق ورده هي الأصناف، فمنهم كافر ومنهم مؤمن ومنهم مذبذب بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وهذا نافع لنا في قاعات البحث والدرس وفي ميادين الدعوة وتربية الناس، وهذا الكتاب ينتمي إلى فصيل الدراسات الموضوعية المتعلقة بالقرآن الكريم والتي تجمع شتات الموضوع تحت عنوان واحد وفي مكان واحد بدأته الباحثة بداية موفقة مسددة بتصنيف السؤالات إلى أنواع، فمن أسئلة حول الذات الإلهية إلى إنكار العقوبات إلى السؤال عن النبوءات إلى السؤال عن المحسوسات الدنيوية، ومن ثم الانتقال الرشيق إلى الأغراض المتباينة وراء هذه السؤالات فمن طلب الاطمئنان إلى التعنت إلى السخرية إلى التنصل من دخول الدين، وبعد ذلك تأتي المقدمة الثانية وهي موقف القرآن من كل ذلك وتحت هذا الفصل روائع مستمدة من الآي الكريم من تعداد لنعم الله على هؤلاء الأقوام ومن بيان لمسالك الأقوام مع هذه النعم ومن بيان أن الاستجابة لهذه السؤالات والطلبات لم تنفع السابقين، وفي النهاية تأتي النتيجة الطبيعية لهذه السؤالات تحت عنوان آثار السؤالات، وهذه هي زبدة الرسالة وغاية البحث مما جعل معالي الشيخ سعد بن ناصر الشثري - حفظه الله - يصف في تقديمه لهذا الكتاب أن ترتيبه كان منطقياً وبذلك يكون هذا الترتيب موازياً لرونق الرسالة موضوعاً وعنواناً.. أسأل الله القدير أن يُوفق الباحثة لخير الدنيا والدين وأن ينفع بها أمتها العربية والإسلامية، والكتاب بحق إضافة رائعة لمكتبتنا العريقة أُوصي المهتمين بالتفسير الموضوعي والدراسات القرآنية والدعوية عموماً بالإفادة منه، كما أُوصي إخواني الداة بذلك وأيضاً المهتمين برد الشبهات الاستشراقية أو مدارس إعادة قراءة النص فما أشبه الليلة بالبارحة، والله ولي التوفيق.

t.alsh3@hotmail.com

TALSH3 # تويتر

مقالات أخرى للكاتب