ضامني البرد في أيديه
من سوى ضيم رجليه
علق البرد باكبادي
الله يسقيك يا تهامه
لا ضباب ولا يرد
ما إن نودع أهل تهامة في ختام رحلة الصيف التي تقاطروا فيها على أبها وبقية المحافظات الباردة، أفراداً وجماعات، حتى يبدأ أهالي مرتفعات منطقة عسير يرددون أبيات الموروث الشعبي السابق، معلنين انطلاق رحلة الشتاء إلى تهامة، ومع أن مشكلة العسيري في رحلته هذه تبدأ من أمام بيته فحيه من أغلى الأحياء في العالم، إلا أنه عبارة عن متاهات لا يستطيع أن يصل منها إلى الشارع العام حتى يخوض حرب شوارع السالم منها عطيب، إلا أن هذا ليس المهم بل المهم عنده هو طريق ضلع الدرب وطريق شعار محايل، إذ تتحول جميع مسارات هذين الطريقين مع بداية الإجازة الأسبوعية نزولاً صرفاً، ومن يحاول الطلوع يصبح صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء، وتتحول مع نهاية كل إجازة طلوعاً فقط، ومن يحاول النزول فكأنما تتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق، ومن مبدأ إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، نقول لقيادات وزارة النقل عفا الله عما سلف واعذرونا إن كنا طالبنا في وقت سابق باختصار مسافة ووعورة هذين الطريقين، أما الآن فنطالب فقط بإيجاد حلول هندسية وفنية تعمل على انسياب الحركة وفك الاختناقات وتضمن استمرار تدفق البضائع والتجارة البينية وتجارة العبور، وتسهم في تنمية العائد الاقتصادي لرحلتي الشتاء والصيف بين المحافظات الباردة والدافئة، أما إذا استمر الاعتماد على هذه الشرايين الضيقة فالجلطة قادمة والمشكى على الله.
- أبها
