وأد الفتنة في الدالوة

عبدالرحمن محمد العطوي

أثبت المواطن السعودي بمختلف أطيافه أنه سد منيع أمام كافة التحديات والأحداث التي يسعى أعداء الوطن بكل السبل لاختراق هذا السد ولزرع الفتنة في هذه البلاد الأبية على كل حاسد وحاقد مهما حاولوا من استغلال أي حدث طارئ ليجدوا منه الانطلاقة لإثارة الفتن واستعداء طرف ضد الآخر، وكان التخطيط للجريمة الإرهابية التي حدثت في محافظة الأحساء وتحديداً قرية الدالوة والتي راح ضحيتها عدد من الأبرياء من أبناء هذا الوطن منهم أطفال قام بها أناس لا ينتمون لقيم الدين الإسلامي ولا يمثلون أخلاقه في حادثة غريبة على مجتمعنا الهدف منها زرع الفتنة بين أبناء هذا الوطن والهدف منها انطلاق شرارة لها أجندة محددة وأهمها زراعة الفتنة بين أبناء هذا الوطن بمسمى سني وشيعي من خلال تسليط وسائل الإعلام الخارجية المغرضة الضوء على هذه الأحداث، وأن هذه البلاد وخاصة إعلام بعض الدول التي تسخر قنواتها الإعلامية وأبواقها الناهقة ضد المملكة، وكذلك بعض المحسوبين على هذا الوطن وينهقون من دول غربية احتضنتهم وأصبحوا يتحدثون باسم الإصلاح ومصلحة الوطن وهم مفسدون ضالون مضللون.

لكن هذه البلاد- ولله الحمد- دائماً تقف عصية ضد كل من يحاول المساس بها وماحدث في الدالوة قبل ايام دليل على ذلك، ففي وقت ينتظر فيه المتربصون أن تكون جريمة الدالوة شرارة اشتعال الفتنة واستمرارها وازديادها وأن تكون هناك ردة فعل من أسر الدالوة والاحتقان و.....الخ.

لكن كانت ردة الفعل من رجال الأمن والقبض على المجرمين وقتل بعضهم صادمة بحق المتربصين حيث أخمدت نار توقعاتهم وألجمتهم وأظهرت هذه الحادثة قوة التلاحم بين أبناء الشعب السعودي الواحد الذين تجمعهم المحبة والإخاء والالتفاف حول قادتهم وهذا ظهر جلياً في حادثة الدالوة، حيث اصطف الجميع مع أسر الضحايا وكانوا على قلب رجل واحد مأساتهم واحدة لافرق بين هذا الطرف أو الآخر، كما أن هذه الحادثة التي استشهد فيها رجلي أمن- رحمهما الله- أثبتت الفكر الضال الذي صار عليه الإرهابيون في ارتكابهم جريمة نكراء لاتقرها الأديان السماوية، كما أن تعزية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده الأثر الكبير في أنفس أسر ضحايا هذا الحادث الإرهابي التي نقلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي واسى أسر ضحايا هذا الحادث الإرهابي، وكما هي وقفاته مع الشهداء من رجال الأمن.

إن المتتبع للأحداث التي شهدتها المنطقة على مر مايقارب ثلاثة عقود من حرب الخليج الأولى أثناء غزو الكويت ومروراً بأحداث مضطربة وحرب الخليج الثانية والأحداث الإرهابية التي شهدتها المملكة ومنها التفجير في مبنى في الخبر قبل اكثر من عشرة أعوام، وكذلك التفجيرات الإرهابية في مبان سكنية في الرياض وغيرها وآخرها هذه الحادثة الإرهابية التي استهدفت أطفال أبرياء في محاولة لإثارة الفتنة المذهبية وزعزعت الأمن كان المواطن السعودي يثبت كل مرة انه لايمكن ان يكون أداة في ايدي أعداء الدين وأعداء هذا الوطن وأنه مخلص وفي لدينه ثم مليكه ووطنه وفي كل مرة يخرس الأفواه الناهقة المتربصة وفي هذه الحادثة الخبيثة كان رد المواطن السعودي مجلجلاً وهو يتكاتف مع بعضه ويطفئ نار فتنة أريد إشعالها من مجرمين.

مثل هذه الحوادث يقف وراءها أشخاص مغرر بهم في أفكارهم من قبل أعداء الوطن، ولعلي أشير هنا للدور الكبير الذي يقوم به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من جهود كبيرة ولعلها لقاؤه الأخير الذي أقيم قبل أيام في منطقة تبوك والمقام تحت شعار (التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية) حيث كنت من ضمن المشاركين في هذا اللقاء ضمن أكثر من ستين مشاركاً من مشايخ وأساتذة جامعات وقضاة ومثقفين حيث تم التطرق لما يفعله التطرف في الإنسان، وكيف يجب محاربة هذا الفكر وحماية أبنائنا من مثل هذه الأفكار والسبل الكفيلة بتحصين المجتمع من التطرف.