جاسر عبدالعزيز الجاسر
المشهد التلفزيوني الذي بثته القناة السعودية الإخبارية، وتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي لسمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وشاب سعودي يبدو أنه من أهالي القديح، يُظهر بوضوح مدى التحام القيادة السعودية والمسؤولين، وبالذات أبناء العائلة المالكة مع المواطنين.
النقل التلفزيوني أظهر الشاب السعودي وهو منفعل.. ومنفعل جداً وهو يخاطب سمو ولي العهد، دون وجل ودون خوف وبلا تردد، كما أظهر المشهد أن الحاضرين من مرافقين وحراس، وقبل ذلك سمو ولي العهد وسمو أمير الشرقية لم يُظهروا أي حساسية أو غضب من موقف هذا الشاب الذي ما كان له أن يقترب من الصفوف الأولى لأي وزير في دول أخرى، فضلاً عن مخاطبته بالأسلوب الذي تابعناه.
نعم الشاب كان منفعلاً، ولكن كان الأمير حكيماً وواضحاً وفي نفس الوقت حازماً، بقوله: (الدولة ستبقى دولة، فالدولة قائمة بدورها.. وأي أحد يحاول أن يقوم بدور الدولة سوف يُحاسب).
قولٌ لا فصال فيه، فهذا الشاب الذي نقل ما يشعر به، وهو شعور لا يقتصر عليه، بل هناك مثله الآخرون متوترون بما يتلقونه من أكاذيب وإشاعات وتشويهات لموقف الدولة والمجتمع السعودي تجاه مثل هذه الجرائم الإرهابية.
الشاب أوضح بأن موقفه يأتي رداً على ما بثته إحدى القنوات الفضائية الطائفية، وهو أيضاً محقٌ في انتقاد تلك المحطة واتهامها بالتأجيج الطائفي، إلا أننا أيضاً ندينه بترديد أكاذيب محطات طائفية أخرى مضادة، وكلتاهما تخوضان في وحلٍ آسن يجب أن نكرم آذاننا ونحصنها من سماع أكاذيبهم وتحريضاتهم التي تريد نشر الفوضى والفتن في بلادنا وبلاد المسلمين.
الحوار القصير الذي دار بين سمو ولي العهد والشاب، كشف عن حقيقتين يجب التصدي لهما بحزم وبشدة، أولاهما: تحريض المحطات الطائفية للشباب بالقيام بالتصدي للإرهابيين بما يُسمى بالأمن الذاتي وحراسة مدنهم كما يُتداول في تلك المحطات.. طبعاً هذه الدعوات مرفوضة ومرفوضة تماماً، خصوصاً في بلاد عُرف عن أجهزتها الأمنية الكفاءة والقدرة على إخماد أي تجاوز أو فتنة.. مثل هذه الدولة التي تمتلك أجهزة أمنية قادرة على الوصول للمجرمين الإرهابيين في أقل من 24 ساعة ليست بحاجة إلى من يقوم بدورها، ومثل هذه الدعوات هدفها نشر الفوضى والقضاء على الاستقرار الذي تتميز به هذه البلاد، ومن يستمع لهذه الدعوات المُغرضة عليه أن يُقارن ما يعيشه في بلده وأوضاع البلدان التي تُصدر مثل هذه الدعوات المشبوهة.
وثانيهما: من يردد دعوات المحطات الطائفية المعروفة بعدائها للمملكة وبلاد المسلمين كافة، فهو شريك لدعاة الفتنة ونشر الطائفية، ونحن نطالب وبشدة محاربة هذه المحطات الطائفية من كلا المكونيْن والعمل بالطرق الرسمية لإقفالها ومنع نشر سمومها الطائفية.