إنَّ التفاؤل والأمل من أهم ركائز النجاح والتفوُّق في كلّ مجال. ويجب على المسلم أن يجعل كل ثقته في الله - جل علاه - وأن لا يقنط من رحمة الله، وأن يصبر ويصابر في البلاء.. فهذا اختبار منه - جلّ عُلاه -.
والنصوص الشرعية شديدة الصراحة والوضوح في هذا الجانب؛ فقد قال - تعالى - على لسان نبيه يعقوب - عليه السلام - مخاطباً أبناءه: {وَلا تَيأَسُوا مِن رَّوحِ اللَّه إنَّه لا يَيأَسُ مِن رَّوحِ اللَّه إلاَّ القَومُ الكَافِرُون} يوسف: 87، وقال - سبحانه - على لسان خليله إبراهيم - عليه السلام -: {قَالَ وَمَن يَقنَطُ مِن رَّحمَة رَبِّه إلاَّ الضَّالُّون} الحجر: 56. وعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قال رجل: يا رسول الله! ما الكبائر؟ قال: (الشرك بالله، والإياس من رَوح الله، والقنوط من رحمة الله)»، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله».
ولعلّي أختصر لكم ما تعلّمناه من الحياة عبر «نافذة على الحياة» بنقاط مختصرة يسيرة، تلخّص لنا أهمية التفاؤل والأمل، وخطورة التشاؤم والملل:
* عش حياتك وانسَ همومك، وكُن واثقاً ومتفائلاً بأن الله - تعالى - لن يُخيب ظنك فيه أبداً.
* نجاحك «الحقيقي» هو ثقتك بالله - عز وجل - ثم ثقتك القوية بنفسك، وإيمانك الشديد بقدرتك على تحقيق النجاح.
* الأمل نصف الحياة، والتفاؤل نصفُها الآخر، فتوكل على الله، واتخذ منهما طريقاً لجعل حُلم حياتك يتحول إلى حقيقة!
* في حياتنا مُفاجآت كثيرة؛ فمهما عانينا من الهموم والأحزان علينا أن نتفاءل بالخير؛ فلعل أجمل أيامنا لم نعشها بعد.
* «المتشائم» يرى في الفشل نهاية الطريق، بينما يراه «المتفائل» الخطوة الأولى نحو النجاح.
* لا تنظُر «للتفاؤل» على أنه مُجرد كلمة عابرة وكفى، بل هو «ضرورة حتمية» لتحويل أحلام حياتك إلى حقيقة.
* فُرص النجاح قد تضيع - فقط - ولا تنتهي، لكن «الشتاؤم والخمول والكسل» يُميتها، ويقضي عليها.
* قُل لنفسك دائماً: «يوماً ما سأكون ما أُريد»، ولِمَ لا؟؛ فلربما دعوة صادقة من قلبٍ صادق تجلب لك المستحيل كله.
* في حياتك: ابحث عن ذلك الصديق الذي ترى في كل «كلمة ورأي له» أملاً وتفاؤلاً يُحفزك للنجاح.
* مهما كان حزنك كبيراً، ومهما بلغت همومك قمم الجبال، فلا تيأس وأحسن الظن بالله، وأفسح مجالاً للأمل.
* في الحياة فُرص كثيرة للنجاح، لا تراها عيون «المتشائمين».
* النفوس المتفائلة - وحدها - دائماً لديها أمل «أن غداً أجمَل» بحول الله.
* النفوس «المتفائلة بالنجاح» - وحدها - ترى أن الممكنات في الحياة أكثر من المستحيلات.
* احتضن الأمل في داخلك، ولا تعش حياتك بلا أمل، فكم من سماءٍ أمطرت - بفضل الله - ومَنْ تحتها قد يئس؟
- لا تُجالس من يُسفه أحلامك، من ليس له هدف في الحياة، من يعشق السهر وينام بالنهار.. فهؤلاء - بالفعل - أعداء النجاح.
د. خالد بن عبدالله بن فهد بن فرحان آل سعود - الرياض