يَا قَومُ قُولُوا لِلْفَرِيْقِ المَرْشَدِ
إِنَّ الزَّمَانَ بِسِيْرَةٍ لَك يَهْتَدِي
وَبِكَ البِلادُ تَأَرَّجَتْ فِيْهَا رُؤَىً
وَطَنِيَّةً بِصُدُورِها وَالمَورِدِ
وَتَزَيَّنَتْ فِيْكُمْ عُنَيْزَةُ مَوْطِناً
بِلَغَتْ بِكُمْ أَرْقَى سِمَاتِ المَشْهَدِ
قَدْ كُنْتَ فِي الجَيْشِ المُؤَزَّرِ قَائِداً
فَجُنودُكُمْ بِكَ فِي الشَّجَاعَةِ تَقْتَدِي
أَبْدَعْتَ فِي تَدْرِيْبِهِمْ مُتَفَوِّقاً
بِنَتِيْجَةٍ بَانَتْ بِسَاحِ المَوعِدِ
فَإِذَا بِهِمْ فِي جَبْهَةٍ وَطَنِيَّةٍ
بِجَنُوبِ مَوطِنِهِمْ لِدَحْرِ المُعْتَدِي
إِذْ أَنْجَدُوا شَرْعِيَّةً يَمَنِيَّةً
فَتَمَكَّنَتْ أَمْناً بِدَعْمِ المُنْجِدِ
لَمْ يَتْرُكُوهَا فِي هَوَى مَخْلُوعِهَا
وَتَوَاطُؤِ الحُوثِيِّ إِثْرَ تَمَرُّدِ
خُطَطُ النُّفُوذِ الفَارِسِيِّ تَرَاجَعَتْ
عَنْهَا بِجَيْشِ الحَزْمِ دُونَ تَمَدُّدِ
أَنْتَ الفَرِيْقُ الرُّكْنُ رُكْنٌ صَامِدٌ
وَمُحَصَّنُ الإحْسَاسِ فِكْراً وَاليَدِ
أَفْدِيْكَ فِي نَبْضِي وَفَيْضِ مَشَاعِرِي
بَلْ إِنَّ رُوحِي لِلْفَرِيْقِ سَتَفْتَدِي
أَوَلَمْ تَكُنْ تَفْدِي بِلادِي رُوحُكُمْ؟
تَحْمِي أَمَانِيَهَا مِن المُتَرَصِّدِ
إِنْ كُنْتُ لَمْ أَعْرِفْكَ إِلَّا لاحِقاً
بَعْدَ التَّقَاعُدِ بَعْدُ يا ابْنَ المَرْشَدِ
فَعَرَفْتُ عَنْكَ المَجْدَ فِي سَاحَاتِـه
مِنْ غَيْرِكُمْ مِنْ ذِي حِجاً مُتَجَرِّدِ
مِنْ صَادِقٍ وَصَدِيْقِكُمْ مِنْ جِيْلِكُمْ
مَذْ كُنْتُمَا طِفْلَينِ فِي زَمَنٍ قَدِ
تَتَشَاجَرَانِ فِي الشُّعَيْبِي حَارَةً
مِنْ قَبْلِ تَكْرِيْمِ الزَّمانِ بِمَولِدِي
يَرْوِي القُبَيِّلُ عَنْكَ مَا سَجَّلْتَه
مِنْ ذِكْرَيَاتِ الأَمْسِ دُونَ تَقَيُّدِ
مِنْ قَبْلِ سِلْكِ العَسْكَرِيَّـةِ حِيْنَهَا
مَا كُنْتَ لِلزِّيِ المُهَابِ المُرْتَدِي
مَا كُنْتَ فِي زَمَنِ الطُّفُولَةِ خَانِعاً
عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَمْ تَكُنْ بِالمُعْتَدِي
إِذْ كُنْتَ تُنْجِدُه وَتُنْجِدُ غَيْرَه
بِجَسَارَةِ المِقْدَامِ لَمْ تَـتَـرَدَّدِ
وَرَوَى لِقَاءَكَ مَعْ أَمِيْرِ عُنَيْزَةٍ
مُتَقَدِّماً لِعَدَالَةِ المُتَسَيِّدِ
هَذَا وَهَذَا فَوقَ ذَلِكَ سِيْرَةٌ
تُمْسِي بِهَا بِيْنَ الرِّفَاقِ وَتَغْتَدي
عَرَفُوكَ مُتَّشِحاً بِكُلِّ مُرُوءَةٍ
أَنْتَ المَهَيْبُ الشَّهْمُ فِيْهِمْ وَالنَّدِي
إِنْ لَمْ تَجِدْ شِعْرِي اسْتَبَانَ مَقَامَكُمْ
يَا ذَا المَقَامِ الكَابِرِ المُتَفَرِّدِ
فَاعْذُرْ أَخَاكَ عَنْ القُصُورِ بِشِعْرِه
فَشُعُورُه قَدْ هَابَكَمْ يَا سَيِّدِي
فَلَقْد تَبَيَّنَ فِي حِوَارِكَ قُدْرَةً
نَقْدِيَّةً لمُفَكِّرٍ مُتَفَرْوِدِ
قَدْ كُنْتَ تَقْرَاُ فِي مَقَالاتِي الصَّدَى
بِثَقافَةٍ التَّقْوِيْمِ لا المُتَزَوِّدِ
فَتَزِيْدُنِي وَعْياً بِمَوضُوعَاتِـــهَـا
فَتَكُونُ فِي تَجْوِيْدِهَا كَالمُرْشِدِ
مَاذَا أَقُولُ إِذاً وَأَنْتَ بِسِيْرَةٍ
فِيْهَا الزَّمَانُ بِكُلٍّ مَجْدٍ يَهْتَدِي؟
5 / 5 / 1437هـ