أحمد محمد الطويان
بين نخيل الدرعية وكثبانها ترى فرسان العوجا، الأشداء في الحق، الأقوياء في العدل.. تتخيل صورة للإمام محمد بن سعود في مجلس الحكم في 1744 وإلى جانبه حفيده الملك سلمان الحاكم العشرين للدولة السعودية منذ التأسيس الأول.. رحلة طويلة عبر الزمن ولكن لا تمنعنا من التخيل، والغوص في أعماق الماضي، لنؤكد عراقة حاضرنا وارتباطنا التاريخي المتين، يقرب الصور ذات القيم المتوارثة في بيت آل سعود، وتقربها شخصية سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، الشخصية المليئة بشموخ فرسان عوجا، وتضحياتهم من أجل شعبهم، التاريخ يعيد نفسه، ونحن نرى الملك سلمان وهو أحد أعمدة الدولة السعودية الثالثة، يؤسس لمرحلة جديدة، ويفتح أبواب الاستمرارية، على ذات الاتزان والاعتدال وبمرجعية تاريخية لا تتعارض مع المستقبل ومقتضياته.
نرى في السنة الثانية للبيعة مالا يمكننا رؤيته في عشرة أعوام في دول أخرى، ثبات في التنفيذ وطموح في الرؤية وتأكيد لدور المملكة العربية السعودية سياسياً واقتصادياً،، عندما نستطيع تخيل السعودية في 2017 بصورة قديمة «متخيلة» تعود إلى سنة 1744 من حيث القيم والأخلاقيات والمواقف القيادية، مع اختلاف في الظروف والزمن فإننا نتأكد من رسوخ المنهج الذي قامت عليه هذه الدولة بقيادة هذه الأسرة، وأن كل زمن أخذ من الزمن الذي سبقه الدروس والعبر، كما أخذ المبادئ الأساسية التي أبقت راية التوحيد التي يحملونها خفاقة.
اليوم كل قرية سعودية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب هي قرية آل سعود ودارهم وأهلهم ولها معهم حكاية.. فالكل هنا مرتبطون بالدماء والمواثيق والمحبة الراسخة، ولولا هذه الرابطة الراسخة التي أكدها المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ما كنا سنخوض غمار التحديات، ونواجه سيل الأزمات ونحن واثقون بربنا ثم بتاريخنا. بكل هذا التاريخ الرائع، وكل هذه الجغرافيا المتآلفة، وبكل هذا الولاء خلف قيادة الملك سلمان، أعلن ويعلن شعب المملكة العربية السعودية أنهم لا يرتضون غير المجد، ولا يقبلون بغير المكانة العالية، وأن أبواب المستقبل الذي فتحها ملكهم الشامخ سلمان سيدخلونها فخورين بماضيهم وسعيدين بحاضرهم وشغوفين بمستقبلهم.
لم يقرأ أحد من المؤرخين في السعودية التاريخ كما قرأه سلمان بن عبدالعزيز، ولم يتفاعل مع ذلك التاريخ أحد كما فعل مليكنا، لذا هو يعرف جيداً ملاحم أمجاد أجداده، ويدرك بأن لزمننا ملاحم سنخوضها بالاقتصاد والسياسة والتقنية، وبذات الدوافع الصادقة التي حركت فرسان العوجا ورجالهم.. نحن في زمن التحديات الكبرى، ونحن لها برؤية طموحة وبفداء صادق لحماية الأرض والحدود، وبعزيمة لا تتثاءب، وبهمم عالية.. وقبل كل شيء بقائد جسور يحبنا ونحبه، يعرفنا ونعرفه، يشبه أجداده ووالده بالعزم والحزم وبتحقيق الظفر والنجاحات.
كل عام وأنت بخير والدنا سلمان بن عبدالعزيز