حميد بن عوض العنزي
o حديث الأمير محمد بن سلمان الأخير حمل الكثير من البشائر، واستجلاء العديد من علامات الاستفهام التي كانت تراود البعض، وقد أكون أحدهم حول توجه دعم الصناعات النوعية التي يمكن ان تشكل إضافة ذات قيمة مضافة وتمتد إلى خلق فرص توظيف حقيقة، ولعلي اركز على الصناعات العسكرية والتعدين والسيارات، فهذه الصناعات الاستراتيجية والمهمة إذا ما نجحنا في توطينها ستكون نقطة تحول مهمة لاقتصادنا الوطني، ولا يمكن تصور ان توطينها أمرا سهلا، لكنه ليس مستحيلا وليكن بالتدرج، وحديث سموه عنها يؤكد ان هناك إصرارا وعزيمة على إحداث الفرق في واقع هذه الصناعات.
o أرقام واردات السلاح كبيرة وهذا أمر طبيعي في ظل وجودنا في منطقة ملتهبة، فكما ذكر سموه «عندما نأخذ أهم بنود المحتوى المحلي (230 مليار دولار)، نجد أهم بند التصنيع العسكري و99 في المئة ينفق منه خارج المملكة»، وكانت وزارة الدفاع قد تحركت منذ سنتين من خلال معرض الصناعات العسكرية على عرض احتياجاتها التصنيعية على القطاع الخاص، وقد يحتاج الأمر إلى تعزيز ودعم لخلق مصانع متخصصة بدعم من الدولة، وهو ما يمكن استنتاجه من حديث سموه وتأكيده على ان لدينا فرصة ضخمة جدا لإيجاد صناعات كبيرة داخل المملكة.
o قطاع التعدين هو الاخر يزخر بالفرص والتي يقدر حجمها (ترليون وثلاثمائة مليار دولار أمريكي)، ويحتاج إلى عمل كبير ليمكن رفع الاستثمارات التي لم تتجاوز 3 في المئة، وما ذكره سموه من ان هناك توجها لأن يوفر صندوق الاستثمارات العامة جزءاً من السيولة لدعم الاستثمار في هذا القطاع مما ينعكس بشكل إيجابي وكبير على سوق التعدين والصناعات المرتبطة به، وهو ما يؤسس لقاعدة صناعية ثقيلة ومؤثرة، كذلك صناعة السيارات والتي يبلغ حجمها 30 مليار دولار، واللافت ان 13 مليار دولار من هذه مشتريات السيارات هي للحكومة وهذا عنصر مشجع للاستثمار في هذه الصناعة.