فهد بن جليد
الصمود باتباع رجيم وبرنامج غذائي أصعب كثيرًا من الحرمان وفقدان لذة الطعام. السر في إنقاص وزني خلال المدة الماضية، والتخلص من أكثر من (عشرين كيلوجرامًا) في هذه المرحلة، هو أنني لم أُخبر أحدًا باتباع لحمية غذائية محددة. نفَّذت الخطوة هذه المرة بصمت وسرية تامة. تظاهرت أمام الجميع بوجود بعض الصعوبات الصحية البسيطة التي تمنعني من تناول الكميات المعتادة من الطعام، مع التأكيد أن جولاتي وصولاتي المشهورة والمعروفة مع موائد (المحمر والمشمر) عائدة بقوة بعد تجاوز تلك الصعوبات. لجأت لهذه (الحيلة المباحة) بعد أن فشلت عشرات المرات السابقة التي أعلنت فيها (مسبقًا) نيتي وعزمي على اتباع برنامج غذائي.
أشعر بأن لدينا ثقافة مجتمعية عجيبة، لا تساعد إطلاقًا على البدء بأي حمية أو رجيم لتخفيف الوزن. أسميت هذه الحالة بـ(الغيرة الخفية) التي تظهر بمجرد أن يكتشف مَن حولك نواياك في تخفيف الوزن، أو البدء باتباع برنامج غذائي؛ هنا ستكون عرضة لمحاولات متكررة ومكثفة من أكثر من جهة لإفشال برنامجك الغذائي، وكأنك تتعرض لحرب باردة واستراتيجية (طويلة المدى)، يتفنن خلالها مَن حولك في إطلاق الدعوات والمناسبات التي تنهال عليك فجأة؛ لتجد نفسك تحت ضغوط وإغراءات لم تعهدها من قبل، مع كرم أشخاص لم يُعرفوا بذلك مسبقًا، على طريقة «خل اليوم مفتوح»، «يا رجال (وجبة وحدة) ما تضر».. ومن هنا يبدأ انهيار المشروع، وإعلان الاستسلام مبكرًا مع الارتداد غير المتوقع بوزن أكثر من السابق.
الرشاقة غاية وحلم، والحصول على جسم مثالي مطلب لجميع الأشخاص، ولكنك في نظر أصحاب الكروش، ورفقاء الموائد المفتوحة، (منشق) عن النسق الاجتماعي المعتاد بينكم باتخاذك خطوة (أحادية الجانب). وحتى تنجح، ولا يُعتبر ما تقوم به انفصالاً (غير معلن)، عليك اتباع (حيلتي) أعلاه بجعل الأمر سرًّا، وعدم التباهي بكل 500 جرام تفقدها. لا تنظر للوراء، اجعلهم أمام الأمر الواقع وشكل جسمك الجديد، وربما تفكر مثلي يومًا في تأليف كتاب بعنوان (مذكرات سمين سابق)!
وعلى دروب الخير نلتقي.