د.عبدالعزيز الجار الله
قررت قطر أن تكون دولة إعلامية وبوليسية استخباراتية، منذ انقلاب الشيخ حمد على والده الشيخ خليفة عام 1995م، ففي البدء أسست قناة الجزيرة 1996م لتكون الذراع التلفزيوني، والمركز الإعلامي، والمركز التدريبي، ومركز المعلومات، وإدارة الإنتاج، بالإضافة إلى الشراكة مع المعاهد والأكاديميات ومراكز الأبحاث الدولية، وكذلك الشراكة مع إدارات القنوات التلفزيونية والصحف والمؤسسات الإعلامية العالمية، وإذا لم تتحقق الشراكة يتم التعاون وتبادل الخبرات والاستعانة بمدربين، كل ذلك من الشراكات والتعاون وتبادل الخبرات مكن محطة الجزيرة ودولة قطر من أن تكون دولة إعلامية وبوليسية استخباراتية تهاجم بجيش من الإعلاميين، حيث مرت بثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى: من عام 1996- 2010م هي مرحلة التخفي والعمل من تحت الطاولة، فقد طرحت نفسها قناة حرة ومهنية، قناة عربية منافسة لقناة (سي إن إن) الأمريكية، وهي بالخفاء تعمل على بناء شبكتها الإعلامية والتوغل في العلاقة المهنية والإدارية بالجهات والمؤسسات الأوروبية والأمريكية، وقامت ببناء طاقم غربي لمنظومتها الإعلامية التلفزيونية والصحفية لتقدم خدمة إعلامية وتدريبية للكوادر العربية، حتى أن العديد من المؤسسات والقطاعات السعودية والخليجية نفذت عندها وعبر وكالاتها بالخارج دورات تدريبية لمنسوبيها.
المرحلة الثانية: من عام 2010 - 2015م وهي مرحلة الربيع العربي، حيث كشفت قطر الدولة الإعلامية البوليسية عبر وكالة الجزيرة الاستخباراتية عن بعضاً من نواياها لتقود إعلامياً وعسكرياً ومالياً ثورات الربيع العربي مع إيران وتركيا وبعض الدول الغربية، وبدأت تكشف المزيد من نواياها وأوراقها وتظهر وجهها الحقيقي الذي يعمل على خلق الفوضى في الوطن العربي.
المرحلة الثالثة: من عام2015 وحتى الآن وهي أخطر المراحل بالنسبة لنا لأنها اتخذت وضع الهجوم على السعودية والخليج متسلحة بإيران وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين والمنظمات الإرهابية والشيعية التي تمول من إيران وقطر، وساندتها بهذا التوجه بعض الدول الأوروبية، وزادت حرارة الموقف بعد أن تصدت الدول الرباعية لقطر عام 2017 وقاطعتها وعزلتها لتظهر قطر عام 2018 في أزمة خاشقجي جميع ما تخفيه من خطط وأجندة إرهابية ضد المنطقة العربية والخليج فكشفت معظم أوراقها ونواياها في خلق الفوضى والثورات بالوطن العربي.