اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية (لا إله إلا إلله محمد رسول الله)..
في هذا اليوم ومنذ واحد وتسعين عاماً توحدت أقطار جزيرة العرب للمرة الثانية في التاريخ الإنساني، وبزغ فجر جديد على امتدادها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً؛ وذلك بمولد كيان سياسي ولد كبيراً كبر الرسالة التي رفع لواءها، وقاد مسيرتها رجل عظيم الهمة، واسع الطموح، بعيد النظر، قائد فذ من القادة الذين نادراً ما يجود الزمان بمثلهم، وزعيم توحدت فيه صفات الزعامة التي تحفز القلب للمضي نحو تحقيق الهدف، ولا يأبه بالصعاب، وإنسان اجتمعت فيه صفات الحزم والعزم والنخوة، وتساوقت فيه القوة مع الرحمة والشفافية، وكان هذا القائد هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، تغمده الله برحمته.
وكانت المرة الأولى على زمن الرسالة الخاتمة في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) حيث حمل الجيل الذي عاصر تلك الرسالة أعباء الدعوة والدفاع عنها وتبليغها إلى العالم المعروف حينئذ.
وظلت جزيرة العرب محضنا للدين، ووطنا لجنده وحماته ودعاته حتى قاد جيل معاصر منهم عملية بناء دولة معاصرة سماها مؤسسها المملكة العربية السعودية، وتمثل في كيان استوعب معظم التجارب الإنسانية، وتمثل هذا الجيل في أرومة من القادة تخرجوا في مدرسة عبدالعزيز، وكانوا ولا زالوا أمناء على صيانة هذا الكيان والإبحار به في محيطات السياسات العالمية متلاطمة الأمواج، يحطيونه وشعبهم وأنصارهم بالمهج والأرواح، ولا يبخلون عليه بكل غالٍ لينعم بمكانة متميزة فريدة بين أمم الأرض.
فمن هناك في سهول تهامة في الغرب وعلى طول ساحل البحر الأحمر وعبر جبال الدرع العربي وعلى امتداد هضبة نجد وسهول الأحساء شرقا، وعبر الصحارى والجبال يجري بناء دولة التوحيد بمقاييس عالمية استوعبت واستغرقت كل خصائص الموقع الفريد بأبعاده الجغرافية والتاريخية، وسبرت غور الطاقات البشرية والموارد الطبيعية التي أكرمها الله بها، واستنفرت كل قواها الذاتية الكامنة في شعبها وفي حلفائها وأنصارها لقيادة وحماية تجربتها في البناء في ضوء رؤيتها الطموح لتحتل مكانتها اللائقة بها في عهدها الزاهر الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وبهذه المناسبة نوجه التحية والتهاني القلبية للقيادة في المملكة العربية السعودية والشعب السعودي النبيل وندعو الله أن يوفقهم جميعا إلى الخير والتقدم وأن يحفظ المملكة وشعبها في أمن وأمان وسلام وعز وسؤدد.
** **
- د. أحمد محمد المزعنن