شروق سعد العبدان
لنترك مساحة كافية على مدّ البصر للحياة من حولنا.
مساحةً تكفي لأن نغرس، ونقلع دون أن تتقلص حدودنا، ويضيق فضاؤنا بنا.
حتى إذا كان الأمر موجباً للحصاد نحصدُ ما يكفينا لنسعد به.
أو نترك ما يشقينا ونبذر غيره..!
لسنا موكلين بالقدر، ولا نستطيع حلّ الأمر بسهولة.
فكثير مما يمرّ على المرء يُترك والله كفيل به.
تحليل الأمور والتعمق في تفسيرها لن يغير من النتيجة شيء..
كلما كان التهوين كان التيسير.
هدنة نتركها لأرواحنا تهدئ من روعنا وتربت على أكتافنا.. وتقف معها حروب أفكارنا وأعماقنا.
وبعدها نستأنف ما يمكن استئنافه.
ولا تعتقد بأن الناس كما تبدو لك مهما اعتقدت أنك تعرفهم. أو وثقت بذكائك.
فالقالب من التربية والمجاهدة غالب على البشر.
ربما هم حديثو مصائب. أو قديمو مجاهدة.
فنحن لن ندرك ما يعانيه الآخرون مهما فهمنا..
فالصدور تغص بما لا يطاق من الهموم.
لكنها الحياة..
ستمضي بأي شكل كنت أو كانوا عليه.
لكن القوي يساعد نفسه بنفسه..
يمتطي فرساً أو قارباً أو قطاراً أياً كانت طريقة الهروب المناسبة له لا يهرب من مختلجات الهموم، وغوص التجارب..
والمكابدة أخت الشجاعة.. فلا تحتمل شيئاً أنت تعرف أنه سيؤلمك أخيراً..
ولترى كيف عليك الفرار.. فالفرار من القرار والقرار قوة..
ليس شرطاً أن تكون المواجهة هي السبيل.
ولا دائماً نوفق في الهروب أيضاً.
كنتُ قد هربتُ منذُ زمن طويل..
لكنه الهروب الصحيح في الزمن الخطأ..
لا بأس أقل ما يمكن أن أحدهما كان صحيحاً..
فالمساحة التي تركتها على مدّ بصري جعلتني أرى أن الحياة قد تأتي بالجميل مهما تأخر.
وإنني قد أوفّق في زرع شيء لذيذ حصاده.
ولم يكن الأمر هيناً أبداً لكنني هونته عليّ فهان.
ولهذا أجتبتك لنفسي..
وكان قراراً ذا جماعة لم يكن مفرداً..
فكلُ ما حصلتُ عليه من وعي الدنيا ونضج الزمن شارك في ذلك.
ولم أكن نادمة.. فالنفس لها مثلما عليها..
وهذا ما أرادته نفسي..