منال الحصيني
في تسعينيات القرن الماضي أطلق المفكر الأمريكي (جوزيف ناي) مفهوم القوى الناعمة، وهو يشير إلى القدرة على التأثير في الآخرين وتحقيق الأهداف المرجوة من خلال وسائل غير قسرية؛ مما جعلها من المفاهيم التي اكتسبت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة، كونها تتعلق بالقدرة على التأثير والتوجيه دون استخدام الإكراه والقوة.
وعندما نتكلم عن القوى الناعمة في مجال التعليم فإننا نرمي إلى مجموعة من المهارات والقدرات التي تساهم في تحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي للطلاب من حيث مهارات التواصل، والتعاون، والذكاء العاطفي، والقدرة على حل المشكلات، وكيف يمكن دمجها في العملية التعليمية لتحقيق النتائج المرجوة.
- التواصل الفعّال:
يعتبر أحد أبرز جوانب القوى الناعمة في التعليم؛ كونه أساساً لبناء الثقة بين المعلمين والطلاب من خلال التأثير في الآخرين بالطريقة التي يعبر بها عن أفكاره وآرائه، وبذلك يسهل نقل المعلومات بشكل واضح ومفهوم من قبل المعلمين والطلاب.
- الذكاء العاطفي:
كلما كان المعلم في المنظومة التعليمية قادراً على إدارة عواطفه استطاع التعامل مع عواطف الطلاب بطريقة صحيحة، وبذلك يكون قادراً على تحديد احتياجات الطلاب العاطفية وتقديم الدعم في مواجهة الصعوبات، والعكس صحيح كلما كان الطالب يتقن تلك المهارة تجاوز التوتر والضغوط أثناء العملية التعليمية.
- التعاون والعمل الجماعي:
القدرة على العمل ضمن فريق تعد من أبرز عناصر القوى الناعمة التي لابد من تعزيزها في التعليم، فالعملية التعليمية لا تعني تعلم معلومات أكاديمية بل أيضاً كيف يتعاون الطلاب مع بعضهم لتحقيق أهداف مشتركه.
- حل المشكلات واتخاذ القرارات:
عندما يستخدم المعلمون هذه المهارة فهم يشجعون طلابهم على التفكير بشكل مستقل وأكثر قدرة على حل المشاكل بأنفسهم؛ مما يعزز من قدرتهم على التكيف مع مختلف الظروف والتحديات في الحياة المستقبلية.
- المرونة والتكيف مع التغيير:
عالمنا متغيّر بسرعة تفوق التصور وبذلك يحتاج المعلمين والطلاب إلى تلك المرونة والقدرة على التكيف مع متغيرات المناهج المستمرة والتقنيات التكنولوجية وأساليب التدريس، وعلى وجه التحديد هذه المهارة تفيد الطلاب على مواجهة التحديات المستقبلية في حياتهم المهنية والشخصية.
- الأثر الإيجابي للمعلم في البيئة التعليمية:
كلما كان المعلم يمتلك معظم تلك المهارات يمكنه خلق بيئة تعليمية تشجع الطلاب على التفوق والإبداع، فكلما كانت البيئة التعليمية يعمها الاحترام والدعم، تعززت لدى الطلاب الرغبة في التعلم وتحقيق نتائج تعليمية أفضل.
في نهاية هذا السرد أُنوّه بأن القوى الناعمة في التعليم من العوامل الأساسية التي تساعد في تحسين تجربة التعليم لدى الطلاب إذا ما أُدمجت بجانب المهارات الأكاديمية؛ كونها تعزز القدرات الشخصية والاجتماعية وتساهم في إخراج جيل مؤثر إيجاباً في المجتمع.