منصور ماجد الذيابي
قد ينتاب الزائر لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية شعورا بالسعادة والفخر لمستوى الخدمات المقدمة ليس للمرضى المنومين في أجنحة المستشفى فحسب، بل حتى للزائرين والمراجعين للعيادات الطبية المختلفة حيث يرى الزائر بأم عينه شبكة عنكبوتية ذات تنظيم دقيق وذات مستوى عال من الخدمات الطبية والإدارية والاسعافية، لا سيما تلك الخدمات التي تقدمها ادارة الشرطة العسكرية والمتعلقة بتنظيم الحركة المرورية داخل المدينة الطبية وتنظيم عملية دخول ووقوف وخروج المركبات الأمر الذي يلفت انتباه الزائر الى هذه المدينة الطبية من حيث شعوره بالانبهار لما يتم تطبيقه من إجراءات إدارية تنظيمية ومعايير خدمية عالية المستوى تعكس مدى اهتمام الإدارات العليا للشؤون الصحية في الحرس الوطني بالمواطن والمقيم على أرض المملكة العربية السعودية، مملكة الخدمات الإنسانية والرعاية الطبية والمساعدات الإغاثية.
وأثناء زياراتي مؤخراً لبعض المرضى المنومين في المرافق الطبية المختلفة، ومن خلال مشاهداتي وانطباعاتي، فقد راودتني فكرة أن أعكس وأنقل للعالم عبر هذا المقال الصحفي ومن خلال هذا المنبر الصحفي جزءا بسيطا من حجم الخدمات الضخمة التي تقدمها الإدارات التنظيمية والفرق الطبية والأطقم الإسعافية والتمريضية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، إذ من الصعب جدا اختصار خدمات المدينة الطبية في مقال صحفي واحد، ناهيك عن مهام الجهات الصحية والإشرافية والفنية في هذا الصرح الطبي العملاق.
يلاحظ الزائر منذ عبوره المداخل الرئيسة للمدينة الطبية وخلال مسيرته في الممرات ودخوله الأجنحة الطبية المختلفة، يلاحظ أن كثيراً من المرضى والزائرين وكذلك الأطباء والممرضين والموظفين المتواجدين في مكاتبهم ينظرون إليه بابتسامات جميلة ويسألونه بكل مودة ولطف عما يمكن أن يقدموه له من خدمات إرشادية ومعلوماتية لتسهيل وصوله إلى وجهته وتيسير سبل التنقل والتواصل مع الإدارات المعنية والجهات الخدمية في المدينة الطبية ما يجعل الزائر يشعر كما لو أنه يقوم بجولة سياحية يشاهد خلالها أحدث تقنيات المراكز الطبية في العالم كما ويشاهد وفودا كثيرة من البشر من جنسيات مختلفة من كل دول العالم في مدينة واحدة، إضافة لمشاهداته للحدائق الجميلة المنتشرة في أرجاء المدينة الطبية وكذلك المطاعم والمقاهي حيث يلتقي الزائرون بمرضاهم في أجواء من الألفة والسعادة المصحوبة بالرضا وراحة البال.
لقد كنت حظيت بشرف العمل في هذه المدينة الطبية لمدة سنة واحدة قبل أكثر من أربعين سنة، غير أن ما شاهدته اليوم بعد كل هذه السنوات التي مضت، وبعد إنشاء جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية في رحاب هذه المدينة الطبية، إنما يدعو للفخر بما وصلت إليه الخدمات الطبية عموما في بلادنا الغالية وتحديدا تلك الخدمات المقدمة والأقسام الطبية المتطورة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية حيث ترسم الذاكرة وبكل أمانة مراحل التطور الكبير بدءا من عام 1985 وحتى هذا العام 2025 من حيث النقلة النوعية في التوسع الإنشائي للمدينة وكذلك ما يتعلق بجودة الخدمات الإنسانية والخدمات الطبية التي اكتسبت شهرة عالمية واسعة بإجرائها لأكثر العمليات الطبية تعقيدا مثل عمليات فصل التوائم السيامية التي يتم إجراؤها بأياد وطنية سعودية.