عبدالمحسن بن علي المطلق
آسف على - العنوان - إن أثقل، ولكن..
منذ مدة ليست باليسرة لم أعد أتابع (وبعد أي مباراة) الكثير من التحليلات في البرامج الرياضية، لا تقليلا منها ولا لوزن ضيوفها، فما ذاكما السبب.
لكن ماذا تفيد، والمدارك مسلمة أن اللبن لا يعود للضرع، أو البكاء على الأطلال لن يحيي من رامسها!، وفي الجملة تلك -التحليلات- تدور على ما كان وليت.. التي عمرها ما تعمر بيتا، كذا يقال، والقليل بصراحة من يطرق فكرة (تـلافي) ما حدث في القادم، و الأخير- من الأسباب.. في عدم حرصي- أن ذاك مما يلوذ لمغاراته، والانضواء تحت سترة الباحث عن أي (مشجب).. يعلق عليه دواعي الهزيمة!، وهاكم رفدا حضرني للمتنبي نادباً على.. «كل حلم أتى بغير اقتدار».
وأخص من يتنازع داخله الإقرار بما ينفرط عنه حلمه، أو لدى من تلفى تعابيره قد تسربت من بين أصابع ما كان يجب عليه لإنصاف المقابل، وأيضا الناشج الناشد عن أي عذر يجد فيه ضالته، فلا غرابة، لما لذاك من وليجة ينصاها الضعاف، ولن أقول أهل الاستخفاف.. بالعقول..
قبيل أيام خسر فريقي {الشـباب} أمام العميد، نعم.. ثقل علي لأن الفوز قاب قوسي بلوغه (.. كذا كان عنوان صحيفة الجزيرة)..
«ريمونتادا» اتحادية.. الخ، في العدد 18913)، ولكم كنت أتمنـى عندئذ أن يفيض عيدي المادي - هذه الأيام- بـ»عيد» معنويا من خلال عودته للمنصات عبر (حلم) راودني إلى الدقائق الأخيرة في لقاء الأمس - الثلاثاء..-.
ولعلي وأنا في قمـة ضيق ذرعي وحنق تبخر بـعيده منى.. فرصة لاختبر حياديتي، لما قيل {كل قبطان ما دام البحر هادئا..} وكيف هو نظري للأمور بوعي شفاف ومحاولة مني للإنصاف ممليا بيميني ما لا يقاربه ريبة، ولا جزئية من عواطف موجهة، فضلا عن دوافع جامحة، وإلا كم من دعوى تطلق بحاجة لموقف (امتحان) لها، فيميـزها من أن تكون ادعاء!، فالمشاهد- فتح الهاء - من قـبل عين المشاهـد (المتابع) مما تعج به أدوات التواصل ومعها برامج الرياضة- وبـعيـد كل مباراة- بالتدقيق بأدنى الجزئيات (لا الجزائيات) المحسوبة للمنافس- لا أحبذ استخدام لفظة الخصم..-، أو تلك التي له.. فتغاضى عنها «سيد المباراة «.. كذا يزعمها من لا يرى بعين من الحياد، وزمرة ممن تذهب خلف تبريرات تساق حال التطقس بكل دقيق وجليل.. في تحليل لما مضى، ومن ثم {التعليق} على أي عاتق يوضع فوقه ما أودى -سلب- نتيجة جهده (زعما) للأسف.. وظاهر على نبرات بل كلمات المحللين من خصوم المنتصر في محاولة سلب لمنتجه..
هذا بدلا من الاعتراف بوجوه (التقصير)، فمما قيل إن للنصر أبًا واحدًا وللهزيمة مائة أم..!، فلا أيسر من التبرير.. للأسباب الحقيقية، أي تلك التي يجب وضعها نصب الاستقراء، لا بما حملته حوايا اللقاء، أعني بوضعها فوق سطح المناقشات للاستفادة منها وأن عسى ألا تتكرر ففي وضع تلك تحت التمحيص النظر ومجهر النقد كفيل في الأغلب بإذن الله تلافيها، وألا تقع كرة أخرى، فهذا لا سواه هو الأصح، أي العلاج السليم، لا في الدفع المستميت عن الذات من كل تلك الملمات وما وقع، مخافة الاتهام بالتقصير.. بما ينعت (الهروب إلى الأمام).
إذ حسب الأخذ بهذا يجعل الاعتراف بندية المنافس ثقيلا، فضلا عن أهليته للفوز، ومن ثم مباركته.. كتعبير منصف أنه انتصر بمحظ أدواته، وليس بأسباب هن من أذهبن (كما سـيعلل) التطويح بجهد فريقه!
وأهمس لأولئك أن الجمهور لديه من الإدراك وحفظ غالب قوانين الكرة ما يجعل من لزم هذا المسلك (الذي يتكرر في أغلب المباريات) موضع السخط، بخاصة من يماحك، فلا يقدم الحلول التي يجب أن تظهر في مباراة تالية تنبئ لحدس أنصار الفريق أن هناك عملا وسعيا.. أو حتى محاولة (علاج) لتوقي عطب ذاك السقط..
وأن يكون هذا الإقرار هو(قربان) اعتذار حقيقي، بدلا من تلك المشاجب، التي يبحث عنها.. والتحكيم في الطليعة فقط للتخلص من تبعات نابعات لسقيا أي إخفاق، وكثيرا ما تجد من يفعل هذا (أعني المبرر) ذا نداء عريض، يهيض به الأغرار لا سواهم من عشاق فريقه، في محاولات منه يائسة للتخفيف، فما هذا مسلك ناجع لمن ينشد العدل، والجميع (وهو أول أولئك) يرددون ليل نهار أن (الأخطاء) جزء لا يتجزأ من أي منافسة، طيب، هلا طبقت هذه المسلمة؟
مع العلم ألا مباراة تخلو.. وبالأخص كرة القدم، وقد قيل عن (أفضل الحكام أقلهم أخطاء) وأنى لا حد التناوش قي هذه المسلمة التي لا شية في قبولها، بالأخص أن حديث (كل ابن آدم خطاء) جلاها، ما يجعل النفي المطلق.. لحدوث الأخطاء هو من الاستحالة بمكان