محمد العويفير
شاهدت أخيرًا تصريحًا للمحلل أحمد عفيفي تحدث فيه عن نقطة أراها في غاية الأهمية وهي أن المفاوضات التي تجريها الإدارة الهلالية مع لاعبيها توحي وكأن اللاعبين هم الطرف الأقوى دائمًا، وهو أمر يدعو للاستغراب، خاصة عندما نتحدث عن نادٍ كبير وعريق مثل الهلال.
المتابع لسير المفاوضات الهلالية في الأعوام الأخيرة يشعر وكأن الهلال - رغم كونه الكيان الأكبر - هو من يسعى جاهدًا لكسب ود اللاعب لا العكس، وتظهر هذه الصورة في حالات متكررة تجعل من المنطقي التساؤل عن سبب هذا الخلل في ميزان القوة التفاوضية بين الإدارة واللاعبين.
ففي حين أن المفاوضات بطبيعتها تقوم على تبادل الشروط والرغبات بين الطرفين إلا أن الوضع في الهلال بات يحمل طابعًا مختلفًا، حيث يبدو أن الكفة تميل دائمًا لمصلحة اللاعب الذي يملك رفاهية التأخير أو التمنع أو حتى فرض شروط تفصيلية للتجديد، وما يزيد من غرابة هذا المشهد هو شعورنا الدائم بأن اللاعب عند تجديد عقده يحتاج إلى شوط طويل من المفاوضات والإقناع وكأن البقاء في الهلال ليس خيارًا جاذبًا بحد ذاته.
وهذا أمر مستغرب جدًا، فالهلال نادٍ يملك تاريخًا عريقًا وبطولات محلية وقارية وقاعدة جماهيرية هائلة، إضافة إلى استقرار إداري ومالي يجعله من أكثر الأندية جذبًا للاعبين، فلماذا إذن لا تنعكس هذه المزايا عند لحظة التجديد؟ لماذا نشعر بأن اللاعب يتمنع أو يماطل، وكأن النادي لا يملك ما يغريه بالبقاء، ومن أبرز ما يعزز هذه الفكرة هو تأخر الإدارة الهلالية المتكرر في فتح ملفات التجديد مع لاعبيها، الأمر الذي يعطي اللاعب شعورًا بأن الإدارة بحاجة إليه، وربما يدفعه للتمسك بمطالبه أو التردد في اتخاذ قرار نهائي.
ويمكن الاستشهاد هنا بعدة أمثلة بارزة: حالة سلمان الفرج الذي طال أمد مفاوضات تجديده سابقًا، وكذلك محمد كنو وما صاحب تجديد عقده من جدل واسع، إضافة إلى ياسر الشهراني ومحمد البريك، وأخيرًا ما يحدث الآن مع سالم الدوسري وهو أحد أبرز نجوم الفريق في الأعوام الأخيرة، وهذا دون أن نغفل أن الظاهرة نفسها تتكرر في ألعاب أخرى داخل النادي، وليس فقط في كرة القدم.
أخيرًا يجب على الإدارة الهلالية معالجة هذا الخلل الذي يجعلها في موقف ضعيف أمام لاعبيها، ويربك العلاقة التفاوضية في كل مرة، آن الأوان أن تتعامل الإدارة مع ملف تجديد العقود بجدية وسرعة وحزم بعيدًا عن التردد والبطء الذي يلازم قراراتها دائمًا، فالهلال نادٍ كبير ويجب أن تدار شؤونه بما يعكس حجمه الحقيقي ومكانته الراسخة في الكرة السعودية والآسيوية.
رسالتي:
اثنان لا يشتريان ولا يبيعان.. «المتردد» و «كثير الاستشارة».
** **
- محلل فني