عبدالمطلوب مبارك البدراني
قرأت توجيهاً من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، لأصحاب الفضيلة خطباء الجوامع بتخصيص خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 20/ 10/ 1446هـ للحديث عن ظاهرة الإسراف والتبذير في الولائم والمباهاة بها، وفق المحاور التالية:
1 - التحذير من ظاهرة الإسراف والتبذير في الولائم، وذلك بالمبالغة في كثرة الطعام وتعدد أصنافه، يقول الله تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ويقول تعالى: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلوا واشرَبوا وتصدَّقوا والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخِيلةٍ).
2 - بيان أن الإسراف والتبذير من أعظم أسباب زوال النعمة وفقدها، يقول الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، ويقول سبحانه: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
3 - التذكير بأن الإسراف والتبذير في الولائم له أضرار كبيرة دينية واقتصادية واجتماعية، فهو معصية لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهدر للمال وللثروة الحيوانيّة في غير منفعة، وسبب لشغل الذمم بالديون في غير طائل، وكسر لقلوب الفقراء والمساكين.
4 - التحذير من ظاهرة تصوير الولائم ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي والتي أخرجت الولائم من مفهوم الكرم إلى الرياء والمباهاة. ما أجمله من توجيه إن هذه المحاور مهمة جداً للحديث عنها فجزى الله معاليه خير الجزاء، وأجزل له الآجر والثواب ولكل الخطباء وائمة المساجد.
والإسراف يتناول المال وغيره؛ عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلوا وتصدقوا والبسوا، في غير إسراف ولا مخيلة)،والآيات والأحاديث كثيرة التي تنهى عن الإسراف، فإلى متى سوف يستمر هذا الهياط وهذا الإسراف ؟ ألا يخاف هؤلاء من الله فينفقون أموالهم فيما يرضي الله ويتصدقون، إكرام الضيف لا يكون بهذه الطريقة الفجة وهذا التفاخر في الموائد الكبيرة وذبح الإبل والغنم، ومن ثم ترمى في «الزبالة» أكرمكم الله، إن هذا كفر بالنعمة والكفر بأنعم الله سبب من أسباب هلاك الأمم والعياذ بالله، والإسراف في الولائم وتصويرها كسر لقلوب الفقراء والمساكين!.