د.نايف الحمد
في مواجهة الخليج المهمة التي جرت في الجولة الثامنة والعشرين من دوري روشن، كان الهلال بحاجة ماسة للفوز، وذلك للخروج من أزمة تردي النتائج والمستويات التي كان يقدمها الفريق في الفترة الماضية، وخصوصاً أن المباراة تُقام قبل أسبوع تقريبًا من انطلاق دور الثمانية من دوري الأبطال للنخبة الآسيوية.. وسيخوض الزعيم مساء اليوم أمام الشباب آخر مواجهاته في الدوري قبل العودة للقتال على أهم أهدافه في هذا الموسم يوم الجمعة القادم، 25 أبريل، أمام غوانغجو الكوري.
في مباراة الخليج، كانت الجماهير تنتظر من نجوم الفريق نفض غبار فترة من أصعب الفترات التي مرت على الزعيم الهلالي في السنوات الأخيرة، وتتوقع من النجوم العالميين، وبالطبع من النجم السعودي سالم الدوسري، أن يعيدوا رسم البسمة على شفاه الجماهير التي احتارت فيما يحدث، ولم تكن لتصدق أن فريقها يمكن أن يمر بهذه المعاناة الكبيرة.
كان الجميع ينتظر ردة فعل مالكوم وسافيتش وميترو وغيرهم من اللاعبين؛ لكن ما حدث هو ما يحدث عادة في أغلب المناسبات الكبيرة، فقد انبرى للمهمة النجم الأسطوري السعودي سالم الدوسري بتسجيل ثنائية خارقة قبل أن يختتمها ميتروفيتش بهدف ثالث.. حيث حقق الدوسري نجومية المباراة بتقديمه أداءً رفيعًا تجاوز به كل المحترفين الأجانب في دورينا، بمن فيهم من أسماء وأساطير عالمية.
وأنا أتابع المسلسل المكسيكي المتعلق بمفاوضات إدارة النادي مع التورنيدو سالم الدوسري، تذكرت قصة ذلك الشاب الفقير الذي كان يرعى غنمه في إحدى القرى، وكان يحمل مزمارًا يعزف به أجمل الألحان، لكن أهل القرية لم يكونوا يُعيرونه اهتمامًا لكثرة ما سمعوه.. ذات يوم صادفه رحال فأُعجب بصوته، فتبناه وقدمه للعالم، حتى ذاع صيته، فقرر الشاب أن يعود لقريته، فقد اشتاق لأهل قريته وأقربائه، وليروا كيف أصبح حاله.. وعندما سمع أهل القرية بقدوم العازف الشهير تجمعوا عليه وقد اختلف شكله عليهم ولم يعرفوه؛ وما إن بدأ العزف حتى عرفوه فبدأوا بالانسحاب، وغاب عنه ما كان يراه من تصفيق وهتاف في المناطق الأخرى؛ فحزن الشاب، وكان بجواره الرحالة، فنظر إليه بأسف وربت على كتفه وقال: (زامر الحي لا يطرب).
السؤال الذي يتبادر لذهن المشجع الهلالي: كيف لإدارة النادي أن تستقطب نجومًا وتجدد عقودًا وتترك أهم لاعبي الفريق وأكبر مكتسباته؟! وكونه لاعبًا وطنيًا، هل لهذا العامل دور في عدم تقديره في صورة متطابقة مع صورة «زامر الحي» الذي أنكر أهل قريته عليه إبداعه؟! ولماذا سمحت الإدارة أصلاً بدخوله الفترة الحرة؟ فما بالك وعقده بالكامل لم يبقَ منه الكثير! ولماذا لا يقيّم عقده تقييمًا عادلاً ويُمنح ما يستحق؟!
نعلم يقينًا أن إدارة الأستاذ فهد بن نافل تقدِّم عملاً كبيرًا وتسعى بما تستطيع في سبيل تهيئة الفريق على كافة الصعد. لكن اختيارها للأولويات قد لا يكون جيدًا؛ وهذا ما يقلِّل من قيمة نجاح العمل الإداري، أو لنقل إنه لا يظهر بالشكل المثالي.
جماهير الهلال تنتظر بفارغ الصبر حسم هذا الملف قبل دخول معمعة دوري الأبطال، ليتفرَّغ نجمنا الكبير لمواصلة إبداعه ومساعدة زملائه في تحقيق حلم الجماهير بالظفر بالبطولة.
نقطة آخر السطر
يعلم الهلاليون مدى حب الكابتن سالم للموج الأزرق وتعلّقه به؛ وننتظر منه قرارًا حاسمًا ينهي موضوع تجديد العقد؛ لأن الأسطورة لا يليق به غير شعار هذا النادي العظيم.