الطائف - واس:
يُعدّ «بيت الحرفيين للورد الطائفي» في محافظة الطائف إحدى مبادرات هيئة التراث، ومعلمًا ثقافيًا ومنهلًا علميًا وتدريبيًا، يهدف إلى تمكين شباب وفتيات الطائف من العمل الحرفي بشكل فعّال تحت إشراف الهيئة، وذلك من خلال ورش عمل متخصصة في الحرف اليدوية المرتبطة بممارسات الورد الطائفي، ساعيًا إلى إنتاج منتجات حرفية مميزة ترتقي إلى المواصفات التجارية العالمية وإيجاد فرص اقتصادية نوعية.
ويقدّم بيت الحرفيين مجموعة من المنتجات التي تعبّر عن عبق الورد الطائفي مثل العطور، والشموع، والصابون، وتمثل هذه المنتجات الهوية المحلية لأهل الطائف، وتعزز الهوية الوطنية من خلال تسليط الضوء على مهارات الحرفيين المحليين، عبر خطوط إنتاج متخصصة تركز على استخلاص العطور عالية الجودة وتصنيع الشموع والصابون بطرق تراثية مبتكرة وجاذبة، ولا يتوقف بيت الورد الطائفي عند حدود التقليدية، بل ينطلق نحو الحداثة والابتكار، حيث يحتوي على خطوط إنتاج تدمج بين الحرفة والطلب العصري على المنتجات الطبيعية، وذلك بمزج الزيوت العطرية المستخلصة من نباتات الطائف مع مكونات طبيعية أخرى، لإنتاج منتجات تعبّر عن التراث بروح معاصرة وبصمة ثقافية فريدة.
وصُمم البيت ليكون مركزًا ثقافيًا حرفيًا مستوحى من التراث المحلي، يعكس الحرف السعودية بأسلوب حديث جاذب للزوار، وفي داخله، يجد شباب وفتيات الطائف أنفسهم بين الآلات والأدوات الحرفية، يعملون ضمن مراحل إنتاج دقيقة تبدأ بوزن المواد الشمعية والزيتية، ثم وضعها في قوالب خاصة، وتخضع بعدها لرقابة دقيقة من حيث درجات الحرارة، إلى أن تكتمل عملية التصنيع ويتم تعبئة المنتجات بعناية وفق أعلى معايير الجودة.
وأوضح الحرفي خالد السعد خلال حديثه لـ»واس» أن قطاع الحرف اليدوية في المملكة يشهد حراكًا ثقافيًا مميزًا من خلال إطلاق وتنفيذ العديد من البرامج التراثية التي تسلط الضوء على العادات والتقاليد المتجذرة في هذه الحرف، مشيرًا إلى أن دمج الممارسات الحديثة مع الحرف اليدوية التقليدية يمنح الحرفيين السعوديين تجربة فريدة ومتميزة، تُنتج أعمالًا تجمع بين الثبات والتجدد، يستطيعون من خلالها استحضار الماضي بكل تفاصيله دون الإخلال بجوهر الموروث، مما يجعل من بيت الحرفيين مساحة يعيشون فيها بين الماضي، الذي يُعد أساس الحاضر، والحاضر الذي يصنع ملامح المستقبل.
وأكد الفنان التشكيلي صالح الزهراني، خلال حديثه، أن «عام الحرف اليدوية 2025» أحدث الحراك الثقافي الذي يشهده قطاع الحرف اليدوية، وأسهم في تقديم وتوفير العديد من البرامج الثقافية والتراثية، وما تتضمنه أعمالها من إبراز للعادات والتقاليد الأصيلة في الحرف اليدوية.