فهد المطيويع
نظرًا لظروف طباعة هذا المقال، لا أعلم حتى اللحظة ما آلت إليه نتيجة مواجهة الهلال أمام الشباب، ولا مباراة الاتحاد أمام الاتفاق. لكن ما هو مؤكد أن هاتين المواجهتين تشكلان مفترق طرق حقيقيا لموسم لا يزال مفتوحًا على جميع الاحتمالات والتقلبات، الهلال، الذي تلقى أول خسارة له هذا الموسم أمام الخليج، وجد نفسه مجبرًا على العودة سريعًا إلى طريق الانتصارات إذا ما أراد الحفاظ على آماله في المنافسة. السقوط المفاجئ في (مياه الخليج) لم يكن مجرد ثلاث نقاط مهدرة، بل كان جرس إنذار ومؤشرًا خطيرًا لفريق ينافس على أكثر من جبهة ويعيش تحت ضغط جماهيري هائل.
ومع ذلك، فإن المعنيين داخل الفريق لم يحرّكوا ساكنًا، وكأنهم لم يدركوا أن تلك الخسارة قد تكون بداية الانحدار. أما الاتحاد، فقصته مختلفة. متصدر للدوري، ويستعد لنهائي كأس الملك، لكنه لا يبدو مستقرًا فنيًا. الفريق يتغير من مباراة لأخرى، ومن يتابعه يلاحظ بوضوح تذبذب المستوى، وصعوبة التنبؤ بما سيقدمه، بغض النظر عن اسم الخصم أو موقعه في جدول الترتيب. شخصيًا، لا أرى أن الاتحاد فريق مرعب فنيًا، لكن الظروف ساعدته على التربع على القمة، رغم كل ما يعانيه من مشكلات فنية واضحة. ولو أن الهلال كان متعافيًا ومستقرًا منذ البداية، لحسم الأمور مبكرًا دون جدال.
الهلال ما زال يطارد، والاتحاد يتمسك بالمقدمة. كلا الفريقين يرزح تحت ضغوط لا تُطاق، ما بين طموحات محلية وقارية، ومطالب جماهيرية لا ترضى بغير البطولات. والأغرب أن كليهما فرّط في فرص كانت كفيلة بترجيح كفته، رغم أن الفوارق الفنية - نظريًا - تصب في مصلحة الهلال.
وما يثير التساؤل أكثر هو وضع الاتحاد؛ كيف فرّط بكل تلك الهدايا التي قُدمت له في الجولات الماضية؟ وهل سيدفع ثمن هذا التراخي في اللحظات الحاسمة؟ أم أنه سيتمكن من الحفاظ على رباطة جأشه وخطف اللقب رغم كل العقبات؟ في النهاية، لا الهلال حسم، ولا الاتحاد أراح جماهيره، وكل شيء لا يزال معلقًا حتى صافرة النهاية، وفي اعتقادي أن عودة المصابين في الهلال سيكون لها دور كبير في استعادة الفريق لشخصية البطل فيما تبقى من مشوار الدوري.